عفوًا.. فإنني "التاء"

سعيدة البرعمية

التمرُّد كلمة لها وقعها على النفس البشرية، يراها من يدّعون المثالية جُرما عظيما؛ بالرغم من أنهم يتوقون إليها شغفا؛ ولكن هل يمكن للمثالي أنّ يتمرّد على ذاته أو على  بعض الأنظمة الحياتية من حوله، أم أنّ مثاليته تقف دون ذلك؟

ومهما بلغت الذات من المثالية فهى متمرّدة بطبيعتها، سواء سرّا أم علنا؛ بل إنّ الذات السامية المثالية، يجب أن تكون متمرّدة ويجب أن تكون مختلفة ومثالية في تمرّدها؛ فكلما تمرّدت الذات على الذات أو حتى على الأنظمة الرتيبة كلما حققت نجاحا، الحياة لا تمشي على وتيرة واحدة؛ فهي بذاتها قائمة على التمرّد.

هناك دائما ما يستدعي التمرّد، وهناك نصر يتجلى بحدوث التمرّد مهما كان نوعه. أينما وُجِد التمرّد المرغوب فيه، وُجِد التبرير له؛ فعندما يتمرّد القمر على الأرض ويتركها بلا نور يتم تبرير ذلك لأسباب فلكية، كذلك عندما يتمرّد الشاعر على اللغة ويُحدث فيها ما يريد كي يُكيفها وفق  وزنه وقافيته، غُفِر له ذلك وقيل إنها "سطوة الشاعر".

قد يكون الأطفال أكثر الذوات التي أبدعت في تمرُّدها على أمهاتهم وحتى على آبائهم؛ ولكن لا يُنظر له على أنه تمرّد، بل إنه " طفل يتغلى".

التبرير دائما سيِّد الموقف، وفي هذا الحال أنتَ وحظك.

إنْ كُنت قمرا أو شاعرا أو حتى طفلا؛ فهناك دائما من يُبرّر لك؛ فتمرّد كما تشاء فالقبول دائما لكَ وإليك، وسيشيدون بدورك وتُرفع لك القبعات.

أمَّا عندما تحاول تاء التأنيث، تغيير بعض الأفكار حولها؛  فلن يُقبل منها، الثورة ضدها لا تخمد، يخشون تمرّد أفكارها؛ كونها ولادة، لذا التبرير لها تحكمه المزاجية!

عفوا.. فإنَّني التاء، للقمر نصيب من ضيائي، وألهمتُ الشاعر الوزن والقوافي، أمّا الطّفل فهو  رضيعي، فلِم القلق؟!

تعليق عبر الفيس بوك