ماذا تعرف عن سلالة كورونا المتحورة "الأكثر فتكا"

عواصم - الوكالات

تنتشر حاليا في الكثير من دول العالم 3 نسخ متحورة من فيروس كورونا، وصفتها منظمة الصحة العالمية بالنسخ "المثيرة للقلق"، و"الأكثر فتكا"

وتتصدر النسخة التي اكتُشفت في إنجلترا الترتيب في قوة الخطورة والانتشار، تليها النسخة المكتشفة في جنوب أفريقيا، والثالثة "المتحوّرة البرازيلية".

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن النسخة البريطانية تنتشر في أكثر من 125 دولة، وقد وصفتها المنظمة بـ "الأكثر فتكا" بسبب زيادة قابليتها للانتقال والانتشار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الجائحة وجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة.

وقال خبراء بمنظمة الصحة العالمية، إن ظهور نسخ متحورة من الفيروس ليس أمراً مفاجئاً، فهو عملية طبيعية لأن الفيروس يتحوّر بمرور الوقت لضمان بقائه، ومنذ ظهور فيروس كورونا تم تسجيل أكثر من 4000 متحورة من الفيروس حول العالم، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن معظمها ليس له تأثير.

وأشارت المنظمة أن النسخة البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية تحمل طفرة تسمى "إن 501 واي" يشتبه في أنها تجعلها أكثر قابلية على الانتقال. كذلك، تحمل النسختان الجنوب أفريقية والبرازيلية طفرة أخرى تسمى "إي 484 كيه" يُشتبه في أنها تخفّض المناعة المكتسَبة إما عن طريق عدوى سابقة (مع زيادة احتمال الإصابة مرة أخرى) أو عن طريق اللقاحات.

وترى منظمة الصحة العالمية أن النسخة البريطانية من فيروس كورونا أكثر عدوى بنسبة تتراوح بين 36 و75%، مقارنة بين السلالات الأخرى.

وتقوم مجموعات عدة من الباحثين حول العالم بتحليل الخصائص البيولوجية لهذه المتحورات سعياً لمعرفة سبب كونها أكثر عدوى.

وقال أوليفييه شفارتز، رئيس وحدة الفيروسات والمناعة في معهد «باستور»، إن هناك فرضيات تجب دراستها: قد يكون الحمل الفيروسي أعلى أو أن المتحوّرة يمكنها أن تدخل الخلايا بسهولة أكبر أو أنه يتكاثر بسرعة أكبر.

وطرح باحثون في جامعة هارفارد الأميركية فرضية أخرى مفادها أن العدوى التي تسببها النسخة البريطانية يمكن أن تستمر لفترة أطول، حيث يبقى الشخص المصاب مُعدياً لفترة أطول من المصاب بالفيروس العادي ما قد يتطلب تمديد فترة الحجر، لكنّ هذا النوع من البحث يستغرق وقتاً، وبالتالي سيحتاج الباحثون إلى أسابيع أو حتى إلى أشهر للحصول على إجابات قاطعة.

وقد كشفت دراسة حديثة أن المتحوّر البريطاني، أكثر فتكاً بنسبة 64% من فيروس كورونا العادي، فمن بين 1000 حالة تم اكتشافها، تسبب المتحور البريطاني في حدوث (4.1) وفيات مقابل (2.5) وفيات تسبب بها فيروس «كورونا» العادي.

وبالإضافة إلى ذلك، واستناداً إلى دراسات أخرى أُجريت في جنوب أفريقيا، تقدّر منظمة الصحة العالمية أن النسخة الجنوب أفريقية من فيروس «كورونا»، «تزيد من خطر وفاة المرضى القابعين في المستشفى بنسبة 20%». وفقاً لكثير من الدراسات المخبرية، لم تتسبب المتحورة البريطانية كثيراً في إضعاف فاعلية اللقاحات لكن يبدو أن النسختين البرازيلية والجنوب أفريقية لهما كبير أثر على اللقاحات بسبب طفرة «إي 484 كيه» التي تحملانها.

لكنّ ضعف فاعلية اللقاحات ضد بعض المتحوّرات لا يعني أنها لم تعد فعالة على الإطلاق.

وأشارت منظمة الصحة أن العلماء يحاولن تطوير اللقاحات، وإصدار لقاحات مصمَّمة خصيصاً لمقاومة المتحوّرات.

وقد أعلنت شركة "موديرنا" مؤخرا أنها بدأت تقديم جيل جديد من لقاحها لمجموعة من المرضى كجزء من تجربة سريرية تهدف إلى تقييم فاعليته ضد المتحوّرة الجنوب أفريقية.

تعليق عبر الفيس بوك