التدريب المقرون بالتشغيل.. ومعاناة 34 شابا

سالم بن نجيم البادي

34 شابا أكملوا مدة التدريب المقرون بالتشغيل، ومدتها 18 شهرا، والأمل يحدوهم في أن يتم توظيفهم فورا بعد الانتهاء من التدريب وفقا لما جاء في البند رقم 5 من العقد المبرم بينهم وبين الشركة الملتزمة بتوظيفهم : تعيين الطرف الثالث -والمقصود به هنا الشخص الذي تم تدريبه للعمل- مباشرة بعد انتهاء تدريبه بنجاح. والآن مضى أكثر من ثلاثة أشهر وهؤلاء الشبان ينتظرون بفارغ الصبر هذا التوظيف الموعود.

وخلال التدريب، كانوا يتقاضون 150 ريالا منحة شهرية، يدفعون منها إيجار السكن والأكل والمواصلات؛ حيث يأتون إلى معهد التدريب من مناطق بعيدة، ومن هذه المنحة يدفعون قيمة الاشتراك في الإنترنت ومستلزماتهم الشخصية.

لكن، وبعد كورونا تمَّ تغيير الجهة المانحة؛ وبالتالي خفضت المنحة الشهرية إلى 100 ريال، ولم يتم الانتظام في دفعها كاملة؛ فأحيانًا يُدفع لهم 48 ريالا وأحيانا 100 ريال، وبعض الأوقات لا شيء إطلاقا، مع التأخير والتسويف والمماطلة في الدفع، رغم توقيعهم لعقد ثانٍ بعد أن تغيَّرت الجهة المانحة، وتم إجبارهم على توقيع هذا العقد بالقول إن لم توقعوا العقد الجديد فلا شيء لكم.

أين ذهبت 50 ريالاً؟ قيل لهم وقعوا الآن، وسوف تحصلون على 50 ريالاً لاحقا، وهذا ما لم يحدث أبدًا!!

مضت الأيام وهم ينتظرون، لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع.

ذهبوا إلى الصندوق الوطني للتدريب، لكن لا يوجد حل، قيل لهم: "روحوا شوفوا الشركة اللي تعهدت بتوظيفكم"، راحوا الشركة قالوا لهم حاليا "ماشي عمل"، وسوف نعطيكم الآن راتب شهر واحد فقط، ويتم فسخ العقد، وتصبح الشركة غير مسؤولة عن توظيفكم، وتعودوا إلى فئة الباحثين عن عمل؛ بشرط أن لا تذهبوا إلى المحكمة، رفضوا هذا الحل المجحف والهزيل، ذهبوا إلى المديرية العامة للرعاية العمالية، لكن أيضا لا يوجد حل! لا يوجد طريق آخر إلا الذهاب إلى المحكمة.

ذهبوا أخيرا إلى المحكمة، لكنَّ الموعد لم يُحدد حتى الآن للنظر في قضيتهم، أين أنتم يا وزارة العمل؟ أين الجهات ذات الاختصاص؟ لا أحد يهتم.. لا أحد يبالي!

شباب في مُقتبل أعمارهم لديهم أحلام وطموحات وآمال بمستقبل لا يدركون كنهه في واقع هذا حاله، لديهم أسر تأمل لهم الاستقرار الوظيفي والنفسي والاجتماعي حتى ينطلقوا في دروب الحياة بسلام وأمان، هؤلاء الشباب ضاقت بهم السبل وضاعوا بين الوعود الكاذبة والأمنيات المؤجلة، وتضاعفت أوجاعهم؛ فلا هم من ضمن فئة الباحثين عن عمل ولا هم على رأس عملهم.

تواصلوا مع "ضحي" بعد أن أعيتهم الحيلة، وقد عرفوا اهتمامه وانشغاله بقضايا الناس؛ لعل قضيتهم المسكوت عنها والمنسية تصل إلى من يهمه الأمر.

------------------

تنويه أخير: مدير عام الشركة المقصودة وافد، ومدير معهد التدريب وافد!!

الإمضاء: ضحّي.