بقيمة 7 مليارات دولار..

إمبراطورية "جرينسيل" بنيت في عقدين وانهارت في أسبوع والتداعيات عالمية

الرؤية - ترجمة

على مدار 20 عاما بنى ليكس جرينسيل إمبراطوريته من الصفر، ولكن انهيار هذه الإمبراطورية وإفلاسها لم يستغرق أكثر 7 أيام، ويبدو أن صوت سقوطها سيتردد صداه عبر العالم بقدر تشعب أعمال سوفت بنك وانتشارها.

في 8 مارس، انهارت شركته، جرينسيل كابيتال، التي تفاخرت بمليارات الدولارات التي ضخها مستثمرين مثل مجموعة سوفت بنك وجنرال أتلانتك فيها، ولم تجد الشركة من يشتري الأصول التي تعرضها للبيع وبات الإفلاس هو الطريق الحتمي.

كان الانهيار قد بدأ قبل أسبوع، عندما جمدت مجموعة كريدي سويسيه الاسترداد من مجموعة أموال بقيمة 10 مليارات دولار كانت قد استثمرت في منتجات جرينسيل، وذلك بعد انتهاء سريان وثيقة التأمين التي تحمي من التعثر عن سداد الديون الصادرة عن جرينسيل، لم يعد من الممكن تقييم الأصول بأي قدر من اليقين. أخفقت محاولة قانونية أخيرة لإجبار شركة التأمين على مواصلة تغطية الأوراق النقدية، مما أدى إلى سلسلة من ردود الفعل، مع سيطرة المنظمين الألمان على بنك مملوك لجرينسيل، وتجميد صندوق آخر لعمليات الاسترداد، ويسعى مؤسس الشركة بشدة للحصول على طريق للخلاص من هذه المحنة.

ترددت أصداء سقوط جرينسيل في جميع أنحاء العالم، مهددة السمعة والثروات وعشرات الآلاف من الوظائف؛ فهناك شركة تأمين يابانية كبرى تقوم حاليا بالتحقيق في صلاحية وثائق التأمين على بعض قروض جرينسيل، وفي نفس الوقت تخاطر المدن الألمانية التي لديها ودائع في "بنك جرينسيل إيه جي" ومقره بريمن بفقدان أموالها، فيما تواجه مصانع الصلب ومصاهر الألمنيوم في فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة عمليات إغلاق محتملة مع شح الائتمان من جرينسيل، واضطرت دائرة الصحة الوطنية البريطانية أن تدفع للصيادلة مقابل الأدوية التي يمولها جرينسيل، ويخضع بنك كريدي سويسيه السويسري نفسه للتدقيق بشأن الأموال التي يديرها بالشراكة مع جرينسيل، بالإضافة إلى وقف العديد من كبار الموظفين عن العمل نتيجة لذلك.

عندما بدأ ليكس جرينسيل -البالغ من العمر 44 عاماً - العمل كانت انطلاقته من فكرة أنه يستطيع المنافسة في سوق التمويل من خلال "جعل التمويل أكثر عدلاً" عبر منح قروض للمنتجين الصغار أسرع وأيسر من جهات التمويل الأخرى، لكن الأسئلة تزايدت بسبب إقراض جرينسيل لعميل واحد على وجه الخصوص، وهو قطب الصلب سانجيف جوبتا، فهذه القروض استدعت التدقيق من قبل الجهات المالية في ألمانيا،.

ولم يكن ليكس جرينسيل يخفي ثراءه وبذخه فهو يتحرك بأسطول من أربع طائرات خاصة وينتقل بين مجموعة فخمة من المكاتب في الجهة المقابلة من فندق سافوي في لندن، وقد نجح في الاستفادة من النخبة العالمية القوية لتسهيل صعوده: فقد حصل على تأييد قوي من مستثمري التكنولوجيا من الدرجة الأولى، ويكفي أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون ووزيرة المالية الأسترالية السابقة جولي بيشوب كانوا يعملون كمستشارين له.

ولفت الإسراف انتباه اللورد بول ماينرز، عضو مجلس العموم البريطاني، الذي طرح عددًا كبيرًا من الأسئلة في البرلمان حول تعاملات شركة جرينسيل، وفي أواخر عام 2019، دعاه ليكس جرينسيل إلى الالتقاء به لشرح طبيعة عمله، لكن ماينرز خرج من الاجتماع مع القليل من الفهم لما تنوي الشركة فعله. ويحكي ماينرز أنه عندما تم الضغط على ليكس للحصول على تفاصيل حول كيف تمكنت شركته الصغيرة نسبيًا من مواجهة جبابرة التمويل العالمي بنجاح في عمل شديد التنافسية، أجاب جرينسيل "بالحديث عن كيف كان يسافر كثيرًا لدرجة أنه اضطر إلى إضافة طائرة خاصة أخرى".

بالإضافة إلى تمويل سداد الأقساط وشراء القروض الأكثر شيوعًا في أعمال جرينسيل، تُظهر مستندات تدرسها المحكمة أن شركته بدأت ممارسة تسمى "تمويل الحسابات المدينة المستقبلية"، ويشير المصطلح إلى قروض مقابل مبيعات لم تحدث بعد -على سبيل المثال، فحص إيصالات بطاقة الائتمان لمدة عام في صيدلية ثم تقديم نقود مقابل مطالبة بالدخل المتوقع أن يتلقاها المتجر في الأشهر القادمة، وكان المقترضون الأصغر أو الأقل استقرارًا من الناحية المالية مثل الصيدليات المستقلة -أو جوبتا- يدفعون عادةً للبنك عدة أضعاف الفائدة على قرض قصير الأجل غير مضمون مما كان جرينسيل يعرضه، وحتى الآن لم يبدو حجم اعتماد جرينسيل على هذا النوع من الإقراض، لكن وثائق المحكمة تظهر أن GFG أصبحت تعتمد بشكل متزايد على هذا الشكل من التمويل في الأسابيع الأخيرة.

تعليق عبر الفيس بوك