في منتدى صحيفة البلاد البحرينية بعنوان "السعودية.. بيت العرب الكبير"

الطائي: "المصالحة الخليجية" أربكت أطرافا عدة إقليميًا ودوليًا (فيديو)

المنامة- مسقط- الرؤية

استعرض المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، الموقف الإقليمي والدولي في ظل ما تتعرض له المنطقة والإقليم من تحديات وضغوط خارجية متباينة.

جاء ذلك في مداخلته بمنتدى "السعودية.. بيت العرب الكبير" الذي نظمته صحيفة البلاد البحرينية، حيث سلط الضوء على أهمية الموقف الذي تمر به المنطقة في الوقت الراهن، من حيث الظرف التاريخي والتوقيت الزمني، وقال إنهما "لا ينفصلان عن بعضهما البعض، ولهما جانبا أساسيان، الأول إقليمي خليجي، والثاني خارجي أمريكي". وأوضح الطائي الجانب الأول المتمثل في النجاح الذي أحرزته قمة العُلا التي عقدت في مدينة العلا التاريخية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة في الخامس من يناير الماضي، وشهدت طيًا لصفحة الماضي، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات الخليجية الخلجيية، قائمة على الاحترام والود والتسامح، ومرتكزة على المصالح التاريخية المشتركة، والمصير الخليجي الواحد. وأضاف أن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا الحكمة التي يتمتع بها قياداتنا الرشيدة، والرغبة الصادقة في تجاوز أية خلافات، وهو الأمر الذي أسهم في إنجاح ما بات يُعرف بالمصالحة الخليجية. وشدد الطائي على أن استعادة اللحمة الخليجية أربكت حسابات أطراف عدة؛ إقليميا ودوليا، والتي سعت بدورها في التفتيش في أي ملفٍ يمكن من خلاله التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويبدو أنهم وجدوا في قضية وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي- رحمه الله- ضالتهم، على الرغم من أن القضاء في المملكة العربية السعودية تولى القضية بكل شفافية ونزاهة، والجميع تابع ذلك، وقد عوقب المتهمون تحقيقا للعدالة. وتابع الطائي: "أما الجانب الثاني، فيتمثل في الشق الخارجي الأمريكي، وهو متصل اتصالا وثيقا بالظروف الداخلية المحتدمة التي تمر بها الولايات المتحدة، إذ تقبع تحت وطأة وباء كورونا الذي تسبب في تعرض المنظومة الصحية الأمريكية لأسوأ اختبار لها، وتسبب حتى اللحظة في إصابة ما يزيد عن 29 مليونا و700 ألف أمريكي، وأودى بحياة ما يزيد عن 535 ألفا هناك، وتزامن مع هذه الظروف تعرض الولايات المتحدة لمحنة تاريخية وأزمة سياسية عنيفة كادت أن تتحول إلى مأساة غير مسبوقة، وذلك قبل ساعات فقط من تولي الرئيس الحالي جو بايدن السلطة رسميا، حيث اندلعت أعمال عنف وشغب سقط فيها نحو 4 قتلى وأصيب العشرات". وقال إننا أمام دولة تحاول بشتى الطرق صرف الأنظار عما تمر به من مشكلات داخلية، من خلال تصدير أزمات خارجية لا ناقة لها فيها ولا بعير، فمن المدهش أن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية صدر عن جهة غير ذات صفة، فضلا عن أنه ليس سوى تخمينات ومزاعم لا أساس لها من الصحة، ولا حتى دليل واحد يدعم أي وجهة نظر، فالتقرير لا يعبر إلا عن ظنون كاتب التقرير، ويجسد مدى السطحية في الطرح، والنية المبيتة لتوجيه إدانات غير مقبولة بل وتجافي الحقيقة والمنطق. واختتم الطائي قائلا: "ما ينبغي علينا هنا، هو البناء على ما تحقق من تكاتف وتعاضد بين أبناء الخليج الواحد، والسعي الدؤوب نحو الاستفادة من مقدراتنا في تجاوز الصعاب، وفتح آفاق جديدة للعلاقات البينية، قوامها المصالح المشتركة وتحقيق النفع والخير لشعوب الخليج المتآزرة التي تتشارك- كما ذكرت- وحدة التاريخ والمصير".

وعقد المنتدى يوم الأحد بتنظيم من صحيفة "البلاد" البحرينية، عبر تقنيات الاتصال المرئي، بمشاركة واسعة من رؤساء تحرير الصحف الخليجية ومسؤولي الصف الأمامي بالمؤسسات الإعلامية وقامات عربية من حملة الأقلام والرأي وقيادات بالمجتمع المدني وشخصيات أكاديمية وبرلمانية. وأطلقت الصحيفة وسم (#السعودية_بيت_العرب_الكبير) للتغريد حول أعمال المنتدى. وشهد هذا الوسم مشاركة كبيرة من قبل المغردين من مختلف دول الخليج للتضامن مع الرياض والتأكيد على أهمية المنتدى. وجرى بث وقائع المنتدى عبر منصات صحيفة "البلاد" وشركاء الصحيفة في تغطية وقائع الفعالية من مؤسسات اعلامية وصحفية ومن بينها قنوات الصحف وقناة فضائية.

وبدأ المنتدى بكلمة عبدالنبي الشعلة رئيس مجلس إدارة "دار البلاد للصحافة والنشر"، استهلها بالقول إن المنتدى شهد خلال اليومين الماضيين تداولاً لأكثر من 3 ملايين متابع في دول الخليج العربي ودولاً أخرى، مؤكداً أهمية موضوع المنتدى والمشاركين ايضا. وأضاف الشعلة أن المنتدى بمثابة مبادرة تشكل صورة من أروع الصور الوطنية، كمبادرة أهلية شعبية، تمثل وقفة للتضامن مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي تتعرض لحملات مغرضة تمس مكانة قيادتها وسيادتها ونظامها القضائي. وتابع الشعلة "سيكون طرحنا في غاية الموضوعية والهدوء والروية، انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا وشعوبنا، وقناعتنا من عدالة القضية، ومن حرصنا على متانة العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية مع دول الخليج بشكل عام، وبينها والسعودية بشكل خاص".

وقال "عنوان المنتدى (المملكة العربية السعودية.. بيت العرب الكبير) يعكس الواقع بأن السعودية هي قلعة العروبة والإسلام، ودرعهم الواقي، وقلبهم النابض، وتشكل بالنسبة لنا كخليجيين العمق الاستراتيجي والوطني والروحي الذي نحرص على سلامته ومكانته".

وتابع الشعلة قائلا "يركز المنتدى على 3 محاور رئيسية؛ الأول: تقييم العلاقات الخليجية الأمريكية عموما، والعلاقات السعودية الأمريكية تحديداً، وتأثير التقرير الأخير على هذه العلاقات، أما المحور الثاني فيتناول دعم موقف الرياض بالرفض بمساس سيادة المملكة العربية السعودية، بينما يتطرق المحور الثالث إلى دور المؤسسات الأهلية في دعم الموقف العربي السعودي".

وزاد بالقول "نتوقع من أصدقائنا من متخذي القرار في الولايات المتحدة بأن يتحروا الدقة والأمانة والحيطة والحذر من أي تقارير مخابراتية تعتمد على الافتراضات والاحتمالات، بدلاً من البراهين والأدلة الدامغة، حيث إن التقرير المخابراتي الذي صدر مؤخرا بشأن الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق المواطن السعودي جمال خاشقجي، يعتمد على الظنون، وننتهز الفرصة لنؤكد أن هذه الجريمة محل إدانة واستنكار".

واستطرد الشعلة قائلا "هذا التقرير يذكرنا بالتقرير الذي صدر من ذات الجهة المخابراتية، حول امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل، والذي أدى الى غزو العراق وتدميرها، ما نتج عن ذلك من تداعيات مؤسفة، لا زلنا نعاني من ارهاصاتها وتداعياتها".

وأصدر المشاركون في المنتدى بيانا ختاميا في نهاية أعمال المنتدى عبروا فيه عن صوت الموقف الخليجي والعربي الشعبي الرافض لما ورد من تقارير ظنية واتهامات مرسلة. وأكد المشاركون حرصهم على تعزيز التعاون والعلاقات الوثيقة بين دول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية، معبرين عن تضامنهم التام مع المملكة العربية السعودية، وتقديرهم لدور المملكة باعتبارها بيت العرب الكبير؛ حيث أرست بعملها منذ عقود طويلة قيم العدالة والمساواة في المجتمع، مؤكدين ثقتهم العالية في القضاء السعودي والذي تعاطى مع الجريمة النكراء لمقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي رحمه الله بكل شفافية ونزاهة وعدل.

وثمن المشاركون الدور المهم الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تعزيز ودعم الأمن والسلام الدوليين ومحاربة الأفكار والجماعات الإرهابية والمتطرفة، وبتر يَد الإرهاب أينما حل.

وأشاروا بكل تقدير واكبار الى الجهود الكبرى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان في تحقيق التنمية والازدهار في المملكة، وفي دعم الأشقاء العرب والأمة الإسلامية، وفي تحقيق التنمية والازدهار والنماء في دول المنطقة والعالم ككل.

وبين المشاركون تأييدهم الكامل لكافة الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية لضمان أمنها القومي والسيادي، ووقف كافة الحملات المغرضة واللا مسئولة الرامية للنيل من وحدتها الوطنية ومن رموزها وقيادتها الحكيمة.

f06143335.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك