مزاجلة بين شعراء ثلاثة

حمد بن صالح العلوي

al3alawi33@gamil.com

العرب قديمًا يتسابقون ويتحاورون فيما بينهم، وشعر المحاورة من قديم الأزل.

القارئ العزيز.. من المُؤكد أنَّك سمعت أو قرأت عن سوق "عكاظ" وما يجري من محاكاة ومسابقات بين الشعراء والشاعرات، و سوق "عكاظ" يأتيه الشعراء من كل "فج عميق"، يجتمعون فيه مُدَّة عشرين يوما بدءًا من غرة شهر ذي القعدة، يبيعون فيه البضائع ويتسامرون ويطلقون فيه قصائدهم.

قارئي العزيز.. اليوم أطوفُ بك سوقًا من نوع آخر وهو "واتساب".. شُعراء ثلاثة، يجتمعون أحيانا وقت السمر، لكن شَاءت الأقدار أنْ يذهب كلُّ واحد منهم حال سبيله، وهذه ظروف الحياة اليوم، أو بالأصح الحياة المدنية، إذا شئنا أن نقول.

وها هم شُعراؤنا الثلاثة يجتمعون ثانية، وهم: الشاعر سالم بن مصبح المقبالي، والشاعر محمد بن عبدالله المقبالي، والشاعر جمعة بن مبارك البرامي، لكن هذه المرة عن طريق التكنولوجيا، فلابد أن يجاروا العصر، وإلا سيُلقي عليهم اللوم - نستميحكم أيها الشعراء عذرا، ربما، نخطئ أو يخوننا التعبير.

قارئي العزيز.. هيا بنا نطُوف مع مزاجلة بين شعراء يتفكرون في الدنيا وأحوالها وهمومها، وكيف تغيرت الحال من ذاك الزمان لهذا الزمان، وما آلت إليه أحوال الناس وكما يقولون: "دوام الحال من المحال".

الشعر بالعامية وليس بالفصحى.

يقول الشاعر سالم بن مصبح المقبالي:

كان صار الحال من سابع محال

واجتهادي ما يوصلني محل

انتحلت الصبر حق الانتحال

الضرورة كلفتني انتحل

لو بغبي الحال ما يغباك حال

شوف حالي اذا معك للحال حل

ما بداها حال من زود لكحال

العين تشكي حال من قل الكحل

حال حول ومثل حال الحول حال

كم حولا حال ماحل النحل

فرحة اللقياء فجعها الارتحال

عندما النازل على فجأة رحل

--------------------

فرد عليه الشاعر محمد بن عبدالله المقبالي :

نشتري ونبيع في هاذا المجال

والسنين اتمُر والناتج نزل

ما بجيب الحل من سابع محال

بس معجب بـ الجواهر والحلل

جيت ببني صرح شفت الصرح مال

ليش لن الساس بعده ما كمل

خان بي التعبير وحروف المقال

حِرت في وصف المناحل والنحل

جود بـ الماجود على كل حال

ويا كريم الجود سامح ف المثل

لك سلامي عد ما هبة شمال

والشرف لي كان ماجوبي وصل

------------------

فيما قال الشاعر جمعة بن مبارك البرامي:

يا سلام الله عليكم يا صحاب المقال

وببتدي قولي ولا عندي عجل

وبمزجه بالورد ونسناس الشمال

وبرصعه بالمسك وعقده مكتمل

وببخره بالعود عل كل حال

وبطلسمه بالزعفراني والحلل

وأرجو السموحة في قصوري والمقال

"ماني بشاعر"، مثل ما قال المثل

حبيت أشاركم أحاسيس الوصال، فقلت:

واقطف لكم من كل بستان جمل

واسميه لي قلتوه في فكري وجال

ومن واقع الدنيا وتصاريف المثل

والله هالدنيا بتحتاج العدال

لنها تبدل حالها وصار المحل

رحلوا هل الناموس عنها والكمال

 وصار الجهل سايد وما حاله بدل

والصبر أولى لين مال الحال مال

ما يفيد تتحسر ولا تطلب مهل

وارجو السموحة لي خطيت أو كنت زال

أنا بشر ويمكن معي سوء وجهل

والصبر طيب في مواقف للرجال

وينقذ ويغني عن تواتير الجدل.