أكاديمي عماني يحصل على جائزة مرموقة

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

يشعرُ المرءُ بفخر عندما يسمع بنجاح العمانيين وحصولهم على جوائز وتقديرات على مستوى الدراسات الأكاديمية من جامعات مرموقة أو على مستوى البرامج الدراسية الإقليمية والعالمية؛ فقبل أيام مضت تلقيتُ من الدكتور عبد الله بن عباس البحراني مدير مركز التعليم الاقتصادي في جامعة شمال كنتاكي رسالة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي يفيدني فيها بحصوله على جائزة كينيث جي إلزينجا في التدريس المُتميز لعام 2020 حيث تتضمن الرسالة فقرات عمّا قام به من أجل الحصول على هذا التقدير.

وقبل الحديث عن ذلك أشير بأنني تشرفت بالتَّعرف على (الدكتور) وحملته طفلاً عندما كان صغيرا يترعرع في كنف والديه اللذين كانا يواصلان دراستهما ما بعد الجامعية في العاصمة واشنطن دي سي عام 1987، في الوقت الذي كنتُ مشاركاً في برنامج دبلوم تخصصي في الصحافة الاقتصادية أيام عملي بمؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان (بجريدة عُمان)، حيث جاءت الدعوة من قبل وزارة الإعلام عبر وكالة الإعلام الأمريكية للاشتراك في هذا البرنامج الذي نفذ في بعض الولايات الأمريكية بإشراف جامعة بوسطن بولاية ماساشوستس. كنتُ يومها في دعوة كريمة من والده بمنزلهم في مقر دراستهم، وظلت هذه العلاقة مع الأسرة، دون أن التقي بالدكتور إلا عندما قدّم محاضرته بمجلس الخنجي المرئي قبل عدة أشهر مضت.

حصول هذا الأكاديمي على الجائزة المرموقة يأتي تقديراً لمعايير التدريس العالية التي يُقدمها لطلابه في مجال الاقتصاد ونتيجة لجهوده الخيرة تجاههم وتزويدهم بمُختلف العلوم والمصادر، وبذل قصارى جهده في الحياة العملية في مجال التدريس.  كما أنَّ الجامعة في بيانها تؤكد أنَّ هذه الجائزة تُمنح للمعلمين الذين ينقلون المفاهيم الاقتصادية بطريقة يمكن أن يفهمها الآخرون بسهولة، وهذا هو الأسلوب الذي يتبعه د. عبدالله في عمله حيث تحرص المؤسسة من جانبها على مكافأة المدرسين الذين يظهرون المبادرة ويحققون أداءً أكاديميًا ممتازًا في عملهم وفق المعايير المطلوبة، وتقوم بمنح الجائزة لهم نتيجة اهتمامهم بالنظريات الاقتصادية وتطبيقاتها العملية في العالم الحقيقي. وفي هذا الصدد يرى الدكتور ضرورة سعي النَّاس نحو الحصول على المعرفة لمُساعدة نفسه والآخرين وتحسين مستوى الرفاهية الاجتماعية بجانب ضرورة فهم الاقتصاد في الحياة العملية. وهذا الأمر يذكرني بمقولة أستاذ أمريكي كان يُعلّمنا مبادئ الاقتصاد عندما كنت أتابع دراستي الأكاديمية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي قائلاً: "إذا تعلَّم الشخص مبادئ الاقتصاد سوف لن يظل فقيراً". يومها لم أعرف قيمة هذا القول، ولكن في حياتي العملية استفدت كثيرًا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.

والدكتور البحراني الذي عمل في الحقل الأكاديمي منذ عام 2010 يُؤكد من جانبه أيضاً أنه على استعداد لمساعدة الناس للعيش في حياة أفضل وذلك من خلال قيامه بتعليم الآخرين لمبادئ البحث والتدريس والعمل مع الأشخاص الذين يصنعون السياسات لتصميم سياسات فعَّالة. وهذا ما أدى به للفوز بالجائزة التي حصل عليها بعد أن رشحته الجامعة مع مراجعة الإنجازات والأعمال التي حققها على مدى السنوات الثلاث الماضية.

إنَّ حصول أي شخص عُماني على مثل هذه الجوائز هو تشريف للبلاد والمُؤسسات التي يعمل بها، بجانب الشخص الذي يحصل عليها وفق ما يقوله في ذلك د. عبدالله موضحاً أنَّ ذلك يعني تأكيداً لحب المهنة، وتقديراً من الاقتصاديين الآخرين بأن عمل هؤلاء الأشخاص لا يذهب هباءً وله تأثير وتقدير كبيرين من قبل الآخرين. وهذا الأمر يُؤكد أهمية العمل وإنتاجيته وإتقانه، والاعتراف من قبل المؤسسات على المستوى المحلي والعالمي له.

لقد أدى هذا الشخص دوراً كبيراً في دراسته ومن ثمّ في عمله بعد أن مكث لمدة 30 عامًا منقطعاً في أمريكا جاهد خلالها لاكتساب العلوم والمعارف والخبرات المختلفة في فنون الاقتصاد، واستغل الفرص المتاحة له باعتباره مُعلماً للتعلم من الناس والأساتذة والخبراء الذين يحرصون على مساعدة الآخرين والمشاركة في آرائهم ومبادراتهم واقتراحاتهم، الأمرالذي يجعل أمريكا نقطة جذب للكثير من الشعوب في العالم.

وفي هذا يتوجّه الأكاديمي د. عبدالله بنصيحة للطلاب العمانيين بضرورة الاستفادة من الأكاديميين قبل عودتهم إلى البلاد لمساعدة الآخرين على النمو والتطور في الاتجاه الصحيح، مؤكداً استعداده لتقديم المشورة للطلاب العمانيين والعرب الآخرين الذين يسعون للحصول على إرشادات حول الدراسة في الولايات المتحدة ودول أخرى، مع ضرورة تقديم الجميل للوطن وبشكل أفضل لبناء الخبرات العالمية وإجراء المزيد من الأبحاث في العلوم التي تهم الطلبة، والتأكيد على أهمية البحث العلمي لزيادة فرص الابتكار وخلق المعرفة للتنمية الاقتصادية.