ناجي بن جمعة البلوشي
استقبلنا العام الجديد بكثيرٍ من التفاؤل والبشرى السعيدة التي تهبنا كثيرًا من القوة والحماس في الانتقال إلى المستقبل بكل طموحاته وأحلامه مع طي بعض ملفات السنة الماضية بعد أن مكثنا في قاعها بكامل حدود زمنها المقدر، وقد أربكت كل حسابات نهضتنا المتجددة خاصة في جانب الانتعاش والنمو الاقتصادي وما يسير معه من الزيادة في معدلات التشغيل لأبنائنا وإخواننا.
ولأنَّ النهوض والانتقال من الأعسر إلى الأيسر من الأمور التي تحتاج إلى التعاون بيننا جميعاً نحن أبناء الوطن الواحد لبنائه دون اتكالنا على ما هو مُخطط أو منفذ أو مُراقب كما يكون استماعنا لبعضنا البعض بهمسات التعاون بيننا مع نبذنا لكل أشكال التذمر والانتقاد الخاوي من كل علامات الانتقاد البنَّاء، فالمرحلة أو زمن المرحلة حتَّم علينا بناء ثقة التعاون بيننا ولربما تقيدت على أنها من أولويات الأولويات الوطنية، ولكي لا يكون المسؤول فوق هرم عالٍ لا تصل إليه أصوات من يمكنهم تبصر ما يحدث بعيدًا عنه أو حواليه دون دراية كافية منه وذلك لسبب صغر حجمها أو ربما ليس لأنها صغيرة جدًا بمعنى أنها صغيرة لكنه كان هناك في ذلك المستوى من العلو الرفيع فيبصرها صغيرة جداً، نعم لابد لنا من اتخاذ وطنيتنا بمنهاج النسيج الواحد ليتشكل عمله كعمل خلية واحدة وفريق واحد يشد فيه بعضنا ساعد بعض من خلال ما يجوب في عقولنا من مقترحات أو رؤى أو انتقادات بناءة لتغيير مسار ما كان لابد من تغييره أو إصلاح واستبدال وتهيئة كل ما يتناسب مع مرحلته ووقته وزمانه.
سأبدأ هنا بما استوقفني من معلومة لأكتب هذه الهمسة في أذن ذلك المسؤول الذي نتمنى على الأقل أن نساعده فيما نقدمه له من رؤى أو توضيح قد يكون صواباً لما دققنا فيه أو أنه بعيدا عنها لكنه في سياقها، وهنا لي خصوصيتي الخاصة في توقفي مع معلومة الرقم المعلن عنه في التعداد الإلكتروني بتاريخ 12/12/2020 لعدد المقيدين في سجل الباحثين عن عمل في سلطنتنا الحبيبة، هذا لأني متمرد على قواعد الاقتناع المستسلم، مع عدم شكي المطلق في أن تلك المعلومات غير صحيحة بل هي "صحيحة بكل مقاييس التدقيق"، إلا أن لنا فيها حق المراجعة الفكرية التي لا يمكن أن توقفها الأرقام أو السجلات وما في خصوصها مُعلنين بذلك رغبتنا في تمحيص ذلك الرقم والبحث فيه وبأدق تفاصيله للوصول إلى الحقيقة. وهنا بداية لنقل إنه إذا كان كل من يحمل رقم باحث عن عمل هو مُقيد قانوناً على أنه باحث عن عمل فإننا هنا وصلنا إلى الاسترشاد بأن الرقم المعلن عنه غير صحيح أو لنقل بعبارة أخرى هو- رقم غير دقيق الصحة- وهذا على الأقل معدوم الدقة فيما استسقاه الإحصائي من موارد المعلومات وما قيد في السجلات المتوفرة في قواعد البيانات، التي تحتفظ بها كل جهة إدراية وما فيها من اختلاف صاحب هذا التقييد والاحتفاظ بقاعدة البيانات والسجلات أو التحكم في إدارتها أو محوها وتحديثها أو غيرها من أسباب التجديد لما يعنيه تصحيح الأرقام في تلك الجهة وتعديل بياناتها بين كل فترة وأخرى، ومما سبق فإننا نُؤكد أن هذا الرقم - غير واقعي- حتى وإن كان هذا العدد المسجل والمعلن عنه صحيحاً ولا حاجة للنقاش فيه بعد أن تمَّ اعتماده من جهات نكن لها كل أوجه الاحترام والطاعة .
أما تفسيرنا لما استخلصناه في أن الرقم غير واقعي هو عندما وضعنا في اعتباراتنا لهذا التقدير ما مرت عليه السلطنة من مراحل زمنية خاصة "المرحلة بين عام 2011 م وعام 2020"، فنجد أن هناك من الأحداث التي أوجدت ضخامة لتلك الأرقام أو لنقل أوجدت أرقاماً لم يبحث فيها بحثاً جيداً، يجددها أو يوضعها في موضع الأكيد.
فوزارة التربية والتعليم مثلاً لا تشطب من سجلات قيدها الدراسي كل حاصل على رقم باحث عن عمل وهذا يعني وجود ذلك الطالب على مقاعد الدراسة وسجلات الباحثين عن عمل في نفس الوقت، كما إنَّ الأحوال المدنية مثلاً لا تعمل على إصدار شهادة وفاة مع إلغاء كل سجلات المتوفى الحامل لرقم الباحثين عن عمل من قاعدة بياناتها إلا إذا طالبت بهذا الحق أسرة المتوفى طلبًا، وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه قامت بمنح العديد من المزارعين والصيادين تسهيلات خاصة كونهم حاملين لرقم الباحثين عن عمل لكنه ربما لا يُوجد لديها آلية عمل على تقييد ذلك العامل في التأمينات الاجتماعية أو إلغائه من سجل الباحثين عن عمل، ناهيك عن ربات المنازل وكبار السن ومن في حكمهم الذين قيدوا في سجلات الباحثين عن عمل إبان الحركة التي هبَّ لها الكثيرون منهم لتسجيلهم كباحثين عن عمل من أجل حصولهم على رواتب، وهناك من هم مقيدون كباحثين عن عمل وهم عاملون لدى شركات القطاع الخاص أو لحسابهم الخاص أو في وحدات حكومية بالأجر اليومي أو بدون عقود عمل أو عدم تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية وهناك من مثل هكذا أمثلة ما يمكن البحث عنه لتكون الأرقام أكثر دقة ووضوحاً، كما إنني بهذا ربما وضعت هذه الهمسة أو ما فيها من ملامح للبحث والتحري كي يكون الرقم صحيحاً بكل معنى الصحيح. وفقنا الله وإياكم في سبيل النهوض بهذا الوطن العظيم متكاتفين متعاونين.