التباين الروسي السعودي تجاه المعروض النفطي يهدد تحالف "أوبك بلس"

ترجمة - الرؤية

وصلتْ مجموعة من كبار منتجي النفط -بما في ذلك المملكة العربية السعودية وروسيا- إلى طريق مسدود بشأن زيادة الإنتاج؛ حيث أجبر وباء كورونا بعض الاقتصادات على الإغلاق، فيما تكافح الحكومات لتوزيع اللقاحات.

وفشلت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤها "أوبك بلس" في الاتفاق على مستويات الإنتاج لشهر فبراير المقبل، خلال اجتماع لها. وقالت مجموعة "أوبك بلس" -في بيان- إن جولة أخرى من المناقشات ستجرى.

ووافق المنتجون في السابق على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًّا في يناير؛ مما خفف قليلاً من قيود الإمداد الضخمة التي تم فرضها العام الماضي بعد إغلاق بسبب فيروس كورونا وحظر السفر؛ مما أدى إلى تراجع الطلب على الطاقة. لكن مع اكتشاف أنواع جديدة من فيروس كورونا التي يبدو أنها أشد عدوى في العديد من أكبر الاقتصادات حول العالم، تجددت المخاوف من أن الحكومات قد تضطر إلى فرض قيود على السفر والحياة العامة مرة أخرى. وأمر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالعودة إلى إغلاق شامل على أمل حماية النظام الصحي في البلاد من الانهيار، كما تدرس ألمانيا تمديد إغلاقها.

وثمَّة مخاوف بشأن وتيرة توزيع اللقاح، فحتى في البلدان التي اشترت مبكرا الجرعات، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يتطلب تطعيم الأشخاص الأكثر ضعفًا، وقتًا أطول من المتوقع.

وقال مصدر في أوبك لشبكة "سي.إن.إن بيزنس" إن معظم الدول في مجموعة أوبك بلس تدعم تمديد مستويات الإنتاج اعتبارًا من يناير، لكن روسيا تفضل زيادة أخرى بمقدار 500 ألف برميل يوميًا. وانخفض سعر خام برنت بنسبة 1.4% يوم الإثنين، في ترجمة لرد فعل المتداولين على هذا الخلاف. وجرى استعادة بعض تلك الخسائر، أمس الثلاثاء، عندما حام البرميل حول 51.60 دولار.

وحثَّ الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي على توخي الحذر، وقال للمشاركين في الاجتماع إنَّ "مستوى عدم اليقين في العالم لا يزال مرتفعا"، وأن موجة جديدة من القيود على الأنشطة الاقتصادية قد تضر بالطلب على وقود النقل. وقال الأمير في كلمته الافتتاحية بالاجتماع: "إنني أحثكم على عدم التسليم بالتقدم الذي أحرزناه كمجموعة خلال العام الماضي". وأضاف "لا تخاطروا بكل ما أنجزناه من أجل منفعة فورية لكنها وهمية".

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك للصحفيين، الشهر الماضي، إنه سيدفع نحو الموافقة على زيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا في فبراير. وأضاف أن موسكو تعتبر سعرا بين 45 و55 دولارا للبرميل هو السعر الأمثل.

وقالت لويز ديكسون محللة أسواق النفط في ريستاد إنرجي، إن فصيلين واضحين ظهرا داخل مجموعة أوبك بلس. وأوضحت ديكسون: "يمثل هذا الانقسام ضربة لتحالف أوبك بلس، ويثير مرة أخرى مسألة ما إذا كان أعضاؤه -من أصحاب الأجندات المختلفة للغاية وهيكل الإنتاج- قادرين على الاستمرار في العمل المشترك أم لا. لكن في أغلب الأحيان، سيتم الاتفاق على صفقة في نهاية المطاف".

والآن، من المرجح أن تؤدي زيادة الإنتاج في مواجهة ضعف الطلب إلى انخفاض الأسعار. لكن بعض منتجي تحالف أوبك بلس يساورهم القلق بشأن التخلي عن حصصهم في السوق لمنافسين من بينهم منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة. وقالت ديكسون إن هذه المخاوف ربما تكون "مبالغ فيها". وأوضحت في مذكرة بحثية أن "شهرًا من الإنتاج المقيّد من أوبك بلس لن يقلب الميزان حتى الآن، بحيث يتعذر على المنظمة استرجاع البراميل من النفط الصخري في غضون شهر".

تعليق عبر الفيس بوك