ترجمة- فاطمة ناصر
ليس من اليسير على الكثيرين الاعتراف بوجود ما يسمى بـ"الإيجابية السامة"؛ فالإيجابية خير مرتبط بكل الشمائل الحسنة، فكيف تقنع الناس بأن الشر يكمن في قلب هذا الخير البيّن، على النقيض من السلبية التي يتجلى قبحها صراحة مثل العصبية والتذمر والكَدَر.. غير أن الإيجابية السامة تبدو حقيقة يتعين الانتباه لها، ومعرفة أبرز سماتها لتفادي الوقوع في براثنها الخادعة.
ويرصد سيذ جيه. جيلهان استشاري الطب النفسي، 6 صنوف لهذه الإيجابية السامة، وذلك وفقا لما نشره على مدونة "ويب إم دي WebMD".
- ادعاء السعادة
يستغل البعض الإيجابية لتغذية حب الذات لديهم، فتراهم ينفخون بالون الأنا (الإيجو) في نفوسهم، فيسخرون من آلام الناس ومشاعر القلق تجاه ما يمرون به، بينما ما زالوا ينكرون واقعهم التعيس بغلاف من الإيجابية الزائفة التي يستخدمونها لإيذاء الغير.
- الاحتماء وراء الإيجابية
دائما ثمة شخص حين تقابله يخبرك بأنه على ما يرام، وإن شكوت له رد عليك ببضع جمل إيجابية وأن الخير قادم! لكن هل لاحظت أن هذا الشخص لا تتعمق علاقتك به، فهذا النوع من البشر يعيق فرصة إقامة علاقات سليمة مع الآخرين؛ إذ إن العلاقات الإنسانية تتطلب التعاطف وتبادل المشاعر ومشاركة الهموم.
- عدم الاكتراث
وهذه سمة يتصف بها من عندما تخبره بأنك ما زلت تعاني من حالة حزن نظرا لما ألم ببلد معين من مصائب، يرد عليك قائلا: أنا أحرص على التحلي بالإيجابية. هذا النوع من البشر لا يسمعك ولا يريد أن يسمعك، إنه شخص أناني للغاية، ونرجسي، وعديم الذوق، وفاقد للكياسة.
- نظرية نصف الكوب الملآن
أصحاب تلك النظرية لن يتجاهلوا أحاسيسك وحسب، بل سيتحدثون إليك ببجاحة عن الإيجابيات في حياتك في وقت غير مناسب أبدًا. فمثلا عندما تئن امرأة بحزن من تعرضها للإجهاض فتقول: لقد أجهضتُ، فيردون عليها: على الأقل باستطاعتك الحمل والإنجاب مرة أخرى!
- العدوانية غير المباشرة
هذا النوع منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فتراهم ينشرون عبر حسباتهم عبارات المديح لحياتهم المثالية ويلتقطون صوراً تطفح سعادة، فقط من أجل إغاظة شخص معين. هؤلاء يستخدمون الإيجابية لإخفاء أحقادهم القديمة، فهم يضرون أنفسهم والآخرين على حد سواء.
- مراقبة المشاعر
بعض الأشخاص تعودوا أن لا يسمحوا لأنفسهم بمواجهة السلبية، بل يداومون على إنكارها ووضع الحواجز بينهم وبينها، فهم قبل أن ينكروا عليك مشاعرك ينكرون مشاعرهم التي لم يعتادوا على مواجهتها.