"#يوم_الأحد"

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

تجاوز ترند (هاشتاج) "#يوم_الأحد" 14 ألف تغريدة إثر تغريدتين قصيرتين أطلقهما صحفيان عُمانيان انطلقتا عالياً وانتشرتا كالسحر وأصبحتا حديث المجالس، والشغل الشاغل لدى أفراد المجتمع العماني؛ حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وواتساب وسناب وانستجرام وغيرها.

فقد غرَّد الزميل أحمد الجهوري من جريدة الرؤية قائلاً: "يوم الأحد سيكون مختلفاً)، كما غرَّد الزميل سيف المعولي من صحيفة أثير الإلكترونية قائلاً: "يوم الأحد سيحمل الكثير"، وهتان التغريدتان خلطتا الحابل بالنابل في أوساط المُجتمع العماني بين متفائل وبين متشائم، حتى تصدر هاشتاج يوم الأحد الترند العُماني. وجاءت على الخط الشركة العمانية القطرية "أوريدو" مستغلة شغف الشعب وتلهفه لسماع الأخبار حلوها ومرها فغردت قائلة: "حتى نحن معنا يوم الأحد غير"، ولم تفوت شركة حيا للمياه الفرصة فغردت هي الأخرى قائلة: "الأحد في حيا للمياه غير.. انتظروا الجديد غدًا"، فما الذي ننتظره؟

وبانزعاج مما أثارته التغريدتان في الشعب قلت كلمتي في تغريدة ذكرت فيها: "الكل ينتظر يوم الأحد بسبب تغريدة زملاء إعلاميين ما كان ينبغي لهم مهنياً أن يستثيروا الشعب بتكهنات لا أوَّل لها ولا آخر". فالمهم أن نكون أكثر إيجابية ونصنع لأنفسنا حدثاً مُهماً يوم الأحد يتزامن مع تاريخ جميل 20/ 12 /2020 فهذا بحد ذاته حدث جميل.

ولاقت التغريدتان استهجانًا كبيراً من كبار رجال الصحافة في البلاد وردود أفعال تنتقد هذا التصرف واستغلال شغف الشعب لسماع الأنباء الطيبة بعد عام شهد العديد من الكوارث والنكبات. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"، رواه البخاري.

ثمَّ غرد حساب يسمى «شؤون سلطانية» وقال: "سيتم الإعلان يوم الأحد القادم عن مبادرة إعادة توجيه الدعم الحكومي لقطاعات الكهرباء والمياه في السلطنة. وسيتم تطبيق تعرفة جديدة لاستهلاك الكهرباء والحياة على جميع فئات المستهلكين ابتداءً من تاريخ 1 يناير 2021".

هذه التغريدة بينت الحقيقة ولم تخفِ خلفها لغزاً محيراً يقبل التكهنات، فما الغاية من إطلاق تغريدات لأمر استؤمن عليه رجال الصحافة والإعلام قبل الإعلان عنه.

أما الدكتورعبدالله باحجاج، فقال في تغريدة له عبر تويتر "لماذا ترسخون صناعة القلق في المُجتمع، صحفيون يروجون معلومات سربت لهم اليوم، وستنشر قريباً، يلمزون، ويغمزون بها، وهذا كله يرفع الضغط لدى المجتمع، هم بذلك يبتعدون عن مهنتهم، ارحموا المجتمع، يكفي ما به من ضغوطات اتركوه على الأقل يعيش يومه بل ساعته، هل هذا كثير عليه؟!!".

وعلى ذكر الضغوطات التي مرَّ بها الشعب العماني فقد غرد الدكتور محمد الوردي قائلاً: "يعتبر الشعب العماني من أكثر شعوب العالم تلقياً للصدمات في 2020 ابتداءً برحيل القائد، وتفشي كورونا، وانهيار النفط، إلى التقاعد الإجباري، وفرض الضرائب، ورفع الدعم، وانتهاءً بقانون التقاعد. بالرغم من حتمية الإصلاحات ولكن يجب مراعاة صدمة وحيرة الشعب من خلال المصارحة والمشاركة والمحاسبة".

ونشرت صحيفة وطن- تغرد خارج السرب التي تتخذ من ولاية كالفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها خبراً لها عبر موقعها الإلكتروني تقول فيه: "تصدّر هاشتاج يوم (الأحد) قائمة الترند بموقع تويتر في سلطنة عُمان، وسط تساؤلات بين العُمانيين عن الحدث أو القرار الذي ينتظرهم غداً".

ورغم عدم اتّضاح الصورة الحقيقية لما يمكن أن يحدث في السلطنة، نشرت صحيفة "الوطن" مساء يوم السبت، أنّ مجلس الوزراء أقر الضوابط الجديدة لإعادة توجيه الدعم المالي الحكومي للمستحقين من خدمات الكهرباء والمياه.

إنَّ نشر الخصوصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يبقى محصوراً في عُمان، وإنما يتخطى ذلك بما قد يتيح للمتربصين بهذا البلد وبشعبه ومقوماته، قضاء مآربهم.