"QNB": لقاحات "كوفيد-19" تسهم في التعافي القوي للاقتصاد العالمي

الرؤية- خاص

قال التقرير الأسبوعي لمجموعة بنك قطر الوطني "QNB" إن اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تمثل رياحًا دافعة رئيسية للاقتصاد العالمي في عام 2021، مضيفا أنه بافتراض عدم حدوث مشاكل كبيرة في إنتاج اللقاحات وتوزيعها بكميات كبيرة، فمن المتوقع أن يُعاد فتح الاقتصاد العالمي تدريجياً في الربعين الثاني والثالث من عام 2021، وهو ما من شأنه أن يساهم في تسريع التعافي الاقتصادي.

وأوضح التقرير أن الاقتصاد العالمي يمر حالياً بما يمكن وصفه بإحدى أكبر عمليات التعافي الاقتصادي منذ عقود. فبعد أن أنتجت صدمة كوفيد-19 أشد وأعمق تباطؤ على الإطلاق في الربع الثاني من عام 2020، أدت سياسات التحفيز القوية والاحتواء المؤقت للجائحة إلى انتعاش كبير في الربع الأخير من العام. لكن الاقتصاد العالمي لم يخرج من دائرة الخطر بعد. فمع استمرار الجائحة، يمكن أن تؤدي أي زيادات حادة في حالات الإصابة الجديدة إلى "ركود مزدوج" أو تباطؤ كبير في عملية التعافي.

وأكد التقرير أن عملية تطوير اللقاح ليست سهلة، بل هي في الواقع طويلة ومعقدة وقد تستمر في الظروف العادية لأكثر من 10 سنوات، وتتطلب تضافر جهود المؤسسات العامة والخاصة. لكن حالة الطوارئ التي سببها الوباء أدت إلى حشد غير مسبوق للموارد لتطوير لقاح بسرعة قياسية. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه يوجد حتى الآن 52 لقاحاً مرشحاً للتقييم السريري.

ويرى التقرير أن تطوير العديد من اللقاحات يعد أمراً أساسياً للتخفيف من مخاطر التوافر وإعطاء المرونة لسلاسل التوريد، وهو أمر ضروري لخطط التحصين الجماعي الطارئة. وتعتمد جهود التحصين العالمية على عدد كبير من المهنيين وشبكات البنية التحتية، بما في ذلك الصيادلة والعاملين في مجال التمريض والكيميائيين وعمال المصانع وسائقي الشاحنات والطيارين وعلماء البيانات والموظفين الحكوميين. وتعتبر جهود التنسيق حاسمة، حيث ينبغي أن يستمر عمل جميع الروابط العديدة والمعقدة في هذه السلسلة. ومع اعتماد لقاحات مختلفة تستخدم تقنيات وسلاسل إمداد مختلفة، تصبح البنية التحتية لتوفير اللقاح أكثر قوة وأقل عرضة للاضطراب.

وومعظم البلدان التي تواجه تأثيرات شديدة جراء وباء كوفيد-19 هي اقتصادات متقدمة ناضجة تتمتع بموارد هائلة ومؤسسات قوية وأنظمة إدارية قوية، مما يدعم قدرتها على الحصول على اللقاحات وتوزيعها بشكل جماعي. وهذا يشمل أوروبا والولايات المتحدة، وهما من أكثر البلدان والمناطق عرضة للتأثر بكوفيد-19، بسبب التركيبة السكانية (شيخوخة السكان) وعدم قدرتها على احتواء الانتشار المبكر للفيروس. ومع قيام البلدان شديدة الارتباط التي لديها عدد أكبر من الحالات بتحصين سكانها، فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى تباطؤ الانتشار العالمي لوباء كوفيد-19 بسرعة.

ومن المرجح أن يؤدي التحصين العالمي الجماعي إلى تحرير الطلب المحتجز في قطاعات اقتصادية رئيسية، وعلى وجه الخصوص الخدمات والأنشطة التي تعتمد على التعاملات وجهاً لوجه، وهذا سيدعم قطاعات السياحة والطيران والمطاعم والترفيه والشركات المتوسطة والصغيرة.

تعليق عبر الفيس بوك