علي بن بدر البوسعيدي
يحظى قطاع الشباب باهتمام كبير من جانب الحكومة الرشيدة؛ في إطار الجهود المتواصلة لتحفيز ودعم "ثروة الأمم"؛ باعتبارهم القوة الفاعلة القادرة على دفع مسيرة تقدمنا بثبات وعزيمة، وسبل الدعم والتشجيع واضحة للجميع، غير أنَّ بعض الجوانب لا تزال تحتاج مزيدًا من الاهتمام والعناية؛ بما يضمن الاستفادة المثلى من هذه الطاقات والإبداعات الشبابية التي لا حدود لها.
فبالأمس، احتفلنا بتتويج نادي أهلي سداب بكأس جلالة السلطان المعظم للشباب، وهي أسمى جائزة تُمنح للشباب المجتهد، كما جرَى تكريم الفائزين بجوائز الإجادة الشبابية لهذا العام 2020؛ الأمر الذي يُرسِي تقليدا أصيلا سنرصده كل عام، للتأكيد على مدى الاهتمام والدعم الموجه للشباب. غير أنَّني أجد من الأمانة والواجب أن نتحدَّث عن فئات أخرى من الشباب تحتاج بشدة لمن يدعمهم ويتواصل معهم، بل ويأخذ بأيديهم إلى حيث يطمحون. فوطننا العزيز يزخر بالعديد من المواهب الإبداعية في شتى المجالات، من أبسط الصناعات إلى أكثر الابتكارات تعقيدا، فهناك شباب اخترعوا "الروبوت" وآخرون ابتكروا تقنيات تسهم في دعم التنمية المستدامة، وفئة ثالثة وظفت تقنيات إنترنت الأشياء لإدارة الأعمال، وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم.
هؤلاء الشباب في أمسِّ الحاجة لمظلة مؤسساتية تدعمهم، وتوفر لهم سُبل التشجيع والتحفيز، نعم نعلم يقينا أنَّ هناك جهات معنية في الدولة توفر الدعم للباحثين والمبتكرين والمبدعين، لكنَّ ثمة فئة أخرى تحتاج دعمًا من نوع مختلف؛ فالدعم القائم حاليا موجَّه إلى من وصلوا إلى مراكز متقدمة في تخصصاتهم، وأغلبهم من الباحثين المرموقين والمبتكرين الذين أحرزوا مراتب متقدمة في كثير من الجوائز، في حين أنَّ هناك المئات إنْ لم يكن الآلاف من الشباب المُبدع يحتاج نصف ما يُخصص لهؤلاء. أذكر منهم المثابر سلطان بن حمد العامري رئيس مجلس إدارة شركة نور مجان، التي نجحت في إنتاج أول سيارة عمانية الصنع، فهذا الشاب المكافح وبعد جهد جهيد لتحقيق حلمه في طرح سيارة تحمل شعار "صنع في عمان"، اضطر إلى وقف الأبحاث وغلق المصنع، بسبب غياب الدعم الحقيقي له، لا أعلم صراحة ما الذي يمنع مثلا وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار من دعم هذا الشاب، أو حتى بنك التنمية العماني، أو غيره من المؤسسات المصرفية والمالية، حتى ولو من باب الترويج لتلك المؤسسات.
إننا نطمح لأن يحظى أمثال هؤلاء المجتهدين بالدعم والتشجيع اللازمين؛ فالإحباط مؤلم، واليأس يقتل الإبداع، وغياب التحفيز يهدد بانزواء أصحاب الإبداعات والابتكارات.. فهل نجد الحل قريبا؟!