ترجمة - الرؤية
وصفتْ صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية اختيار الرئيس جو بايدن قائد القيادة المركزية المتقاعد الجنرال لويد أوستن ليكون وزير الدفاع في العهد الجديد؛ بالاختيار المفاجئ؛ إذ تعدُّ هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين "شخص أسود" لإدارة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
ورأى تقرير للصحيفة نشرته تحت عنوان "من هو وزير الدفاع الجديد في إدارة بايدن؟"، أن أوستن قد اكتسب ميزة متأخرة في منافسة ثلاثية على الوظيفة مع رئيسة سياسة البنتاجون السابقة ميشيل فلورنوي -التي كان يُنظر إليها على أنها المرشحة الأولى لهذا المنصب- ووزير الأمن الداخلي السابق جيه جونسون، وهو منافس أسود آخر كان بدعم من أعضاء كتلة الكونجرس السوداء.
ولعلَّ أحد العوامل التي قلبت الموازين لصالح أوستن، هي علاقته بالرئيس المنتخب منذ حوالي عقد من الزمان، إلا أنَّ أوستن -الذي خرج من الجيش منذ أقل من خمس سنوات- سيحتاج إلى تنازل من الكونجرس للخدمة في هذا المنصب بسبب اللوائح التي تحمي السيطرة المدنية على الجيش، وهي خطوة اعتُبرت عادةً غير عادية في تاريخ الولايات المتحدة. حيث تمَّ منح اثنين فقط من الجنرالات السابقين قبل أوستن هذه الفسحة؛ وهما رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق جورج مارشال الذي تم اختياره لقيادة الوكالة خلال إدارة ترومان، وجيمس ماتيس الذي اختاره الرئيس دونالد ترامب وزيراً للدفاع بعد أربع سنوات من تنحيه عن منصبه كرئيس لشركة (Centcom).
ويثير اختيار أوستن تساؤلًا عن تعهد بايدن بالتنوع بين الجنسين في حكومته؛ حيث قالت مسؤولة دفاعية سابقة في إدارتي جورج دبليو بوش وأوباما لمجلة فورين بوليسي: "بالنسبة للنساء في الميدان، واللائي سمعن وعد الرئيس المنتخب بتعيين فريق أمن قومي متوازن بين الجنسين، فهذه صفعة على الوجه". يجب أن يفخر الميدان الديمقراطي بالمقاعد الضخمة للقيادات المدنية المتنوعة التي يمكنه العمل بها على جميع المستويات.. وتساءلت: ما الذي جعل من الضروري اللجوء إلى جنرال متقاعد؟!
وبالتوازي مع ذلك، فإنَّ وجود أوستن في المنصب من شأنه أن يثير مخاوف بعض الخبراء الأمنيين الذين كانوا قلقين بالفعل بشأن اتجاه العلاقات المدنية العسكرية في البنتاجون في عهد ترامب، عندما شغل ماتيس منصب وزير دفاع ترامب، شعر بعض المدنيين بأنهم محرومون من القرارات العسكرية والسياسية الرئيسية. وفي برنامج الديمقراطيين للعام 2020، وعد الحزب بالمساعدة في إصلاح حالة العلاقات المدنية-العسكرية، التي رأوا أنها تضررت بشدة في عهد ترامب.
وأعرب العديد من خبراء السياسة الخارجية الذين قدموا المشورة لحملة بايدن الرئاسية، عن خيبة أمل لاختياره جنرالًا سابقًا لهذا المنصب، وقال أحدهم -الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هُويته- لمجلة "فورين بوليسي": "لا أرى كيف أن الاستعانة بجنرال متقاعد آخر أمر مقبول".
ولكن يتمتع بايدن بتاريخ مشترك مع اختياره الدفاعي الذي ربما ساعد في التأثير على القرار، فعندما دفع بايدن لسحب القوات من العراق بينما عارض نائب الرئيس فلورنوي، ثم مسؤول السياسة في البنتاجون، ثم رئيس هيئة الأركان المشتركة مايك مولين، لم يفعل أوستن ذلك.
فخريج ويست بوينت، الذي خدم في وحدات النخبة بالجيش، بما في ذلك الفرقة 82، والفرقة الجبلية العاشرة، شق طريقه إلى الرتب العليا في الجيش الأمريكي خلال أربعة عقود من الخدمة، متقاعدًا كجنرال أربع نجوم.