المنذرية ممثلة للاتحاد البرلماني الدولي ومتحدثة رئيسية في الحدث

أمام مؤتمر إقليمي.. السلطنة تؤكد الدور المحوري للشباب في صناعة القرار السياسي

 

مسقط - الرؤية

شاركتْ المكرمة الدكتورة ريا بنت سالم المنذرية عضوة مجلس الدولة، ممثلة المجموعة العربية في منتدى البرلمانيين الشباب بالاتحاد البرلماني الدولي، أمس، في المؤتمر الإقليمي حول "حق الشباب في المشاركة في الحياة السياسية"، والذي ينظمه المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عبر تقنية الاتصال المرئي.

ويناقشُ المؤتمر جُملة من القضايا التنموية والاجتماعية والموضوعات الأخرى التي تتعلق بمشاركة الشباب في الشؤون العامة وعمليات صنع القرار. وألقت المنذرية كلمة ممثلة للاتحاد البرلماني الدولي ضمن الجلسة النقاشية التي عكست تجارب ممثلي الشباب والبرلمانيين وخبراء حقوق الإنسان؛ قدمت فيها نبذة عن الاتحاد البرلماني الدولي وما يوليه من اهتمام ورعاية فائقة بفئة الشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية، مسلطة الضوء على منتدى البرلمانيين الشباب وما يقوم به من أدوار مقدرة لقيادة العمل نحو تعزيز مشاركة الشباب في البرلمانات، والمساعدة على ضمان أن يؤدي البرلمانيون الشباب دورهم الكامل في أعمال البرلمان، والتواصل مع الشباب والاقتراب من أفكارهم.

وأكدت المنذرية أهمية المشاركة السياسية للشباب والنساء؛ باعتبارها من الركائز الأساسية للحوكمة الشاملة وحقا يجب الوفاء به، موضحة أنه وعلى الرغم من أنَّ التحولات السياسية والاجتماعية عادة ما تبدأ بالشباب، إلا أن مشاركتهم تبدأ من الحياة العامة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث لم تستطع بعض المؤسسات -في بعض دول العالم- وبعد عقود طويلة، إشراك الشباب والشابات في العملية السياسية بالشكل المطلوب، ومن ثم تسبب ذلك في تهميش دور الشباب وفقدانهم الثقة في تلك المؤسسات.

وتطرقت المنذرية إلى أبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشباب في العالم، وبالتالي ضرورة تمثيل احتياجات هؤلاء الشباب على المستوى السياسي، ودفع أجندة الحقوق السياسية للشباب إلى الأمام للتغلب على تلك التحديات من خلال تضافر الجهود وتبني أفكار جديدة، والمضي قُدمًا لإحداث الفارق وتغيير أسلوب العمل لتكون المشاركة السياسية للشباب فاعلة وجدية. كما سلطت الضوء على سلسلة الجهود والإجراءات التي يتخذها الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمانات المنطوية تحت لوائه في إدماج الشباب وتمكين البرلمانيين الشباب وفتح البرلمانات لهم؛ ومنها: تبني قرارات ومبادرات حول مشاركة الشباب، كمبادرة "حركة الشباب"، التي يحتفي الاتحاد هذا العام بالذكرى العاشرة لانطلاقها، وتدشين منتدى البرلمانيين الشباب، إلى جانب تنظيم العديد من المؤتمرات العالمية للبرلمانيين الشباب، والعمل على جمع البيانات الخاصة بمساهمة الشباب في البرلمانات الوطنية في شتى أنحاء العالم، فضلا عن توفير التوجيه اللازم في مجال صنع السياسات وغيرها من إجراءات، داعية جميع البرلمانات والحكومات والأطراف السياسية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسة اللازمة لتعزيز مشاركة الشباب.

وتطرَّقت المنذرية أيضا إلى قضايا الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تكتسب أهمية خاصة؛ نظراً لارتفاع نسبة الشباب في هذه المنطقة؛ وبالتالي تزايد الحاجة الملحَّة لإيجاد مسارات للشباب -خاصة الشابات- للانخراط في السياسة، والمساهمة في اتخاذ القرارات التي تُؤثر على التوجه المستقبلي المرتبط بهن، موضحة أنَّ الاستثمارَ في التعليم يعدُّ أحد أبرز وسائل تحقيق هذا الهدف؛ بما في ذلك التثقيف السياسي، والتأكيد على ضرورة أن يُصبح الشباب عنصرًا رئيسًا في صناعة القرار بالمنطقة.

واستعرضتْ المكرمة الدكتورة تجربة السلطنة في مجال الاهتمام بالشباب، والمكتسبات التي تحققت للشباب العماني في المجالات الاجتماعية والسياسية والتنموي وتجربتها كممثلة للشباب والبرلمانيين في السلطنة، قائلة إنَّ قيادة السلطنة تولي اهتماما بالغا بالشباب؛ حيث تعددت وتدرجت المؤسسات المعنية بقطاع الشباب في السلطنة، كان آخرها اللجنة الوطنية للشباب (سابقا)، والتي ضمت 28 عضوًا من مختلف القطاعات لم تتجاوز أعمارهم 40 عاما، وشغلت المنذرية منصب نائب الرئيس في اللجنة لمدة 3 سنوات (2012 إلى 2015) قبل تعيينها عضوا في مجلس الدولة مطلع 2016، وتجديد الثقة في نوفمبر 2019 لمدة أربع سنوات أخرى. وأضافت المنذرية: "أثناء عملي باللجنة الوطنية للشباب، فُتِح لي المجال بشكل أوسع للاقتراب من قطاع الشباب وقراءة تطلعاتهم وتحدياتهم، وفي الوقت نفسه الاستفادة من طاقاتهم ومهاراتهم في كل ما يحقق أهداف اللجنة، ويدفع بمسيرة التنمية الوطنية للأمام".

وتابعت القول إنَّ مجلس الشورى يضم بين أعضائه في الفترة الحالية ما لا يقل عن 26.7% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 30-40 عاما؛ مما يؤكد أن المجتمع العماني يضع كامل ثقته في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل أولوية قصوى في مختلف بلدان العالم، لافتة إلى أنَّ لجنة الشباب والموارد البشرية بمجلس الشورى تعد واحدة من أهم لجان المجلس المعنية بقضايا الشباب وتحدياتهم.

واستطردت قائلة إنه مع تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، تعزز الاهتمام بقطاع الشباب وذلك بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، يقودها أصغر وزير في الحكومة وهو صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، الذي لا يتجاوز عمره 30 عاما. وعرجت المنذرية على النطق السامي في الخطاب الذي ألقاه جلالته -أيده الله- بتاريخ 23 فبراير 2020، والذي شدد على اهتمامه السامي بالشباب، وأن هذا القطاع المهم سيحظى برعاية كبيرة، وأنه سيتم الاستماع لتطلعاته واحتياجاته، مما يؤكد مضي مسيرة النهضة في عُمان وفق النهج الداعم للشباب، المعترف بطاقاتهم وقدراتهم الثمينة.

تعليق عبر الفيس بوك