الرستاق جنة.. والخدمات السياحية شبه مفقودة

 

حمود بن علي الحاتمي

الرستاق بما وهبها الله من مناظر خلابة تمثلت في أوديتها وسهولها وجبالها خفقت القلوب شوقاً ولهفة إليها. ولعل المُعلق العُماني خليل البلوشي قد أبان عن صفحات الرستاق السياحية والتاريخية أثناء تعليقه على مباراة نهائي كأس جلالة السلطان المعظم لكرة والتي احتضن أحداثها مجمع الرستاق الرياضي الأحد الماضي.

ولاية الرستاق بمفرادتها التراثية ومناظرها الخلابة فتحت قرائح الشعر ورتل الشعراء ترانيم في حبها، كيف لا وشلالات الحوقين تشكل لوحات فيروزية وجبالها سيالة أنهار تتدفق والكسفة هي الأخرى لا تبوح بكل الأسرار. وحدِّث عن عين الخضراء التي هي مخفية عن عيون المشاهد العابر. وماذا عن قرية بلد سيت الوادعة في حضن الجبل. التاريخ هو الآخر يشهد على مكانة الرستاق والقلاع والحصون تقف شامخة تسرد تاريخا حافلا وموغلا في القدم يستهوي الباحثين من كل مكان.

الرستاق بكل ما تحويه من مُقومات سياحية تحتاج إلى صفحات لسردها تفتقد إلى أبسط الخدمات، وما أدل على ذلك من الأسر التى تزور عين الكسفة تبحث عن دورات المياه وأماكن الاستراحة. سرعان ما تعود من حيث أتت.

ولن نتحدث عن السياح الأجانب الذين يبحثون عن عبق السوق القديم وكانت إجابة العم راشد يخبرهم بأنَّ السوق طالته يد عبثت به فصار كشكات صغيرة وطويت صفحة ناصعة البياض من تاريخ الرستاق.

الجهات المعنية غضت الطرف عن الخدمات السياحية في الرستاق فهي لم تكلف نفسها سوى وضع اللوحات الإرشادية والتي طالب بها عضو مجلس الشورى سابقاً.عدا ذلك لم نسمع عن هذه الجهات أي شيء.

القطاع الخاص أيضاً لم يستثمر في هذا القطاع أين هي أماكن الإيواء؟ أين هي المطاعم السياحية الراقية؟ كل مطاعم الولاية عبارة عن أكلات آسيوية تفتقر إلى النظافة.

الرستاق تحتاج إلى دراسة وضع في مجال السياحة وتكامل الأدوار بين القطاعين الخاص والعام وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين الحقيقيين في السياحة.

هناك مشاريع سياحية يمكن أن تُقام لكن علينا أن نوفر خدمات البنية التحتية للسياحة ثمَّ نفكر في مشاريع استثمارية؛ منها مشروع التليفريك في جبال الولاية وأوديتها، وهناك المطاعم السياحية الراقية وهناك مشروع القطار السياحي المصغر الذي يُمكن أن يطوف أرجاء قريتي عيني والعلاية وكذلك قرى الغشب لما تشكله هذه القرى من لوحات زراعية رائعة.

الكثير من الأفكار ستجعل الرستاق مقصد السياح، كذلك تفعيل دور الحرفيين في استعادة بعض الصناعات الحرفية التي كان يعج بها سوق "أبو ثمانية"، ومن ذلك تشجيع الأسر على تقديم وجبات عُمانية كانت تتداول للسياح القادمين كذلك ترميم وتأهيل الحارات القديمة لتكون نزلاً سياحية.

كم استغرب من الجهات القائمة على القطاع السياحي إزاء البيانات التي تصدرها حول العائد من السياحة في المُقابل هي لا تقدم خدمات ترقى بالسياحة. لذا يجب على القائمين على أمر السياحة في وطننا تحفيز القطاع الخاص للمساهمة بتأهيل المواقع السياحية، فلا سياحة بدون بنية تحتية للولاية، والرستاق لن تنهض سياحياً إلا بسواعد أبنائها المُخلصين ومشاريعهم الناجحة بإذن الله..

هذه دعوة إلى سعادة محافظ جنوب الباطنة الذي عُهد إليه تنمية الولايات في المحافظة واستثمار مقوماتها الاقتصادية، لإقامة ندوة سياحية تبحث فرص الاستثمار في السياحة بالرستاق، وتشجيع القطاع الخاص ومنها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم خدمات سياحية للزوار.