العرس الرياضي على أرض الرستاق

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

‏عرس كروي مُميز شهدته أرض التاريخ والحضارة، تلك الولاية التي اتخذها الإمام ناصر بن مرشد اليعربي عاصمة للدولة في عهده، كما اتخذها مُؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد عاصمة لعُمان في عهده، إنها ولاية الرستاق، حاضرة جنوب الباطنة، ومقر المركز الإداري لمحافظة جنوب الباطنة.

 حيث شهد مجمع الرستاق الرياضي مساء الأحد الماضي حدثاً كبيراً على مستوى السلطنة، وهو المباراة الختامية لكأس جلالة السُّلطان المعظم لكرة القدم بين ناديي ظفار والعروبة وذلك تحت رعاية صاحب السُّمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب، وبحضور عدد من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء، والتي حقق فيها نادي ظفار الفوز بالكأس الغالية رقم 48 منذ انطلاقتها، والتاسعة في تاريخه الكروي.

لقد كانت أجواء المُباراة رائعة والتجهيزات عالية، وكانت الرستاق حاضرة في الموعد مع هذا الحدث الكبير الذي تشرفت به الولاية في هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله-.

فقد تصدر الحدث منصات التواصل الاجتماعي، وهناك من قام ببث مباشر لهذا الحدث عبر هذه المنصات، برغم النقل المباشر للمباراة عبر القناة الرياضية وقناة مباشر بتلفزيون سلطنة عُمان، كما نقلت المباراة من قبل بعض المحطات الفضائية من خارج السلطنة.

المباراة حظيت بتفاعل كبير من قبل الإعلاميين والمعلقين الرياضيين لعراقة الفريقين المتنافسين في المباراة، ولعراقة الأرض المستضيفة للحدث.

فقد انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع جميل بصوت المعلق الرائع خليل البلوشي الذي تغزل بولاية الرستاق وبمكانتها التاريخية والحضارية وبمقوماتها السياحية الطبيعية حيث قال: "منظر آخر على ملعب المُواجهة كما ذكرت في قرية الشبيكة بولاية الرستاق.

الرستاق جميلة حقيقة، والذي يزور الرستاق يعلم تماماً مدى الإعجاز الطبيعي الموجود فيها، ذلك التناغم بين بيئتها الصحراوية والجبلية، التناغم بين حقولها الخضراء وينابيعها وأوديتها والعيون والشلالات الموجودة في الرستاق.

الرستاق تسر الناظرين وتستحق العناء للذين يبحثون عن الأماكن السياحية في سلطنة عُمان، ومن يُحب الطبيعية بشكل كبير يجد في الرستاق ما لا يجده في أي مكان آخر، وفي عبارة فكاهية قال خليل البلوشي من باب الدعابة الجميلة: أهل الرستاق لا ينقصهم إلا البحر ولن يخرجوا منها" إلا أنَّه لديهم البدائل المتمثلة في العيون والأودية ونظام الري القديم الذي يعتمد على الأفلاج بالطريقة التي يستغرب منها الكثير من الزوار، فمن يزور هذا البلد يعلم تماماً مدى القيمة السياحية التي تمتلكها هذه الولاية.

واستشهد خليل البلوشي بأبيات من قصيدة طويلة بعنوان "كسَا الأكوانَ هذا الفتحُ بُشرى" للعالم والشاعر الرستاقي العُماني أبو نذير محمد بن شيخان بن خلفان السالمي الذي يقول:

وما الرستاق إلا عرش ملك … عليه يستوي المسعود قهرا

دعته لنفسها الرستاق كفئاً … وكانت في حمى الماضين بكرا

فصدّقها بما تشكو إليه … وأصدقها رضاء الله مهرا

ولبَّاها بجيش لو يلاقي … صروف الدهر ولَّت عنه حسرى

واختتم البلوشي حديثه بتحية أهل الرستاق الذين يحتضنون هذه المُواجهة ويحتضنون هذا اللقاء في الذكرى الخمسين لنهضة عُمان.