طبيعة عمان بديعة.. لنحافظ عليها

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

لا شكَّ أنَّ كل فرد يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء؛ سواء أكان مواطنا أم مقيما، فهو مسؤول عنه وعن الحفاظ عليه وعلى مكتسباته التي تحققت طوال مسيرة النهضة المباركة، وما شاهدناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من إساءة لبعض المواقع السياحية، إنما يمثل تصرفات أشخاص أساؤوا لأنفسهم قبل أن يُسيئوا لتلك المواقع السياحية المختلفة بشكل متعمد يخزي ضمير من كان به ضمير.

وتُعد المحافظة على البيئة وحمايتها من أهم الأمور التي يجب على الفرد أخذها بعين الاعتبار؛ وذلك للحدِّ من تدمير عناصر البيئية بشتى أنواعها، مرورا بالتدهور البيئيّ الذي يهدد بدوره كلاً من البشر والحيوانات والنباتات على المدى البعيد بفعل الأنشطة غير الحضارية للبشر، والتي تسيء للبيئة أكثر مما تضيف إليها.

صور ومقاطع فيديو مُخجلة انتشرتْ، يُستغرب أنها صدرت من أشخاص يُمثلون الشعب العماني المعروف بتحضره ورقيه، وأعجبني تعليق صاحب إحدى الصور، تعليق أراه قد اختصر الواقع المعاش في عبارة واحدة "لا يحتاج الإنسان إلى أماكن نظيفة ليكون محترما.. ولكن الأماكن تحتاج أناسا محترمين لتكون نظيفة"، فكل إنسان يمثل نفسه وتربيته، ولكن أن يتحول السلوك الفردي إلى ظاهرة مجتمعية سلبية، فأعتقد هنا ضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع في الحفاظ على البيئة من جمعيات أهلية وتطوعية وجهات حكومية معنية بالسياحة والبيئة على حدٍّ سواء، كما أن المؤسسات التربوية لها دور كبير ومهم في تلقين الطلاب منذ النشء أهمية المحافظة على البيئة، وبما تحويه من مناطق سياحية خلابة، وكائنات فطرية متنوعة، وللمؤسسات الإعلامية كذلك دور فعال في تسليط الضوء على هذا الجانب؛ عبر تكثيف الحملات الإعلامية بقنواتها المختلفة، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر قِبلة الاهتمام من قبل شباب هذا الجيل.

وينبغي هنا تكثيف فرق التفتيش من قبل بلديات الولايات، وبالتعاون مع الفرق الأهلية والتطوعية، خصوصا في تِلكم الولايات التي تتميز بكثرة المواقع السياحية بها، والتي يفتقر بعضها لوجود لافتات توعوية تحذر من مخاطر الإضرار بالبيئة؛ من خلال ترك القمامة أو أية أفعال أخرى مشينة، ولِمَ لا يتم كذلك التفكير من جانب وزارة السياحة، وبالتعاون مع شرطة عمان السلطانية أو خدمات الأمن والسلامة في إنشاء وحدات مراقبة أمنية تجوب المواقع السياحية تضبط بل وتفرض غرامة على كل من يُسيء للبيئة العمانية، ويُسهم في تشويه المواقع السياحية.

وفي اعتقادي أنَّ الحفاظ على البيئة وما تحتويه من مناطق سياحية وكائنات فطرية، هو سلوك تربوي قبل أن يكون سلوكا يُلقَّن، ويبدأ من الأسرة حينما توعِّي أبناءها بأهمية الحفاظ على البيئة، وترك المكان نظيفا كما وُجِد بل وتركه أفضل مما وجد، وبلا شك أن تكاتف جميع الأطراف حكومية كانت أو خاصة أو مدنية من شأنه أن يُسهم في جعل بيئة عمان جميلة خلابة كما حبها الله.

-----------------------

خارج النص:

باشر طلاب الحلقة الأولي ببعض المدارس تعليمهم النظامي بعد شد وجذب شهدته الساحة التربوية، والجميع يعرف الأسباب والمسببات، وكيف أنَّ "المنظرة" التعليمية كانت عبئًا على المدرس وولي الأمر، قبل أن تكون سنداً وإضافة ودعماً. كما أنَّ الحرص على تطبيق الجوانب الصحية الاحترازية من قِبَل الأسرة لأطفالهم، ومن جانب الهيئة التدريسية لطلابهم، أمرٌ لا يقبل التهاون والتراخي.. بانتظار عودة كافة الطلاب لمقاعد الدراسة مُستقبلاً بعد أن تتحسَّن الأوضاع، وينحسر الوباء.. حفظ الله عُمان وشعبها البار.