ناصر بن سلطان العموري
مع بداية الإعلان عن العام الدراسي الجديد ونتيجة للظروف المحيطة به من انتشار فيروس كورونا تم إقرار تطبيق التعليم عن بعد وأصبح الطلبة من صفوف الحلقة الأولى (1- 4) يدرسون عن طريق منصة منظرة وطلبة الحلقة الثانية (5- 11) يدرسون عبر منصة جوجل كلاس روم وطلبة الصف الثاني عشر بنظام التعليم التقليدي والإلكتروني التعليم المدمج وكما هو معلوم للجميع ونتيجة لأنَّ التعليم أصبح تعليماً إلكترونياً بحتاً فقد أصبح الكل يجري وراء توفير أجهزة حاسب آلي لأبنائه والاشتراك في إحدى باقات الإنترنت التي هي محور حديثنا في مقال اليوم.
وقبيل بدء العام الدراسي نشر خبر في الصحف المحلية مفاده كالآتي (أسعار تنافسية: مبادرات من التربية وشركات الاتصالات للمعلمين والطلبة وأولياء الأمور) قدمت شركات الاتصالات عروضًا خاصة للطلبة والمعلمين أسمتها مغرية يسيل لها اللعاب من وجهة نظرها طبعًا؟! بخصوص فتح المنصتين عن طريق الاشتراك الشهري ولكن للأسف اتضح فيما بعد أنَّ هذه العروض لا تشمل خدمة فتح المقاطع المرئية والملفات التي ترسلها الهيئة التدريسية عبر المنصات التعليمية ومن الملاحظ أنَّ ولي الأمر عندما يقوم بالاشتراك في إحدى هذه العروض لمدة شهر على سبيل المثال وصادف أن لابنه أو ابنته واجبا منزليا يتكون من مقطع فيديو فإنَّ الرصيد المتبقي من ذلك الاشتراك ينتهي في لحظات مع العلم أنَّ المقطع أو الرابط تمَّ فتحه من المنصة وليس أدل على كلامي مما طرحته إحدى المنصات العمانية المشهورة في مواقع التواصل الاجتماعي عبر استبيان من خلال تساؤل وجه عن أهم تحديات التعليم عن بُعد التي تواجه ولي الأمر حصل من خلاله ضعف الشبكة على تصنيف وتصويت عالٍ من قبل المشاركين فولي الأمر هنا من أين له أن يستفيد أصلاً من الباقة المشترك بها ما دامت خدمات الشبكة ضعيفة خاصة في بعض المناطق، هذا غير تذبذب قوة الشبكة لدى بعض المناطق التي تتوفر بها خدمات الألياف البصرية.
فلماذا تلك الإعلانات البراقة من قبل شركات الاتصالات إن كان الاشتراك لا يشمل عرض اشتراك البيانات؟ في الأساس!! ولم الغموض هنا وعدم التوضيح وأين هي المصداقية من قبل مزود الخدمة للمشترك حتى يتبين لمستفيد الخدمة ما له وما عليه... أم هي يا ترى عملية تجارية بحتة فقط؟!
وإذا كان هناك خدمة أخرى لعرض اشتراك البيانات تشمل تلك المقاطع والروابط عبر المنصات التعليمية (منظرة وجوجل كلاس روم) فهل توجد طريقة معينة تتبعها الهيئة التدريسية عند تنزيلها وإرسالها لتلك المقاطع والروابط في هذه المنصات؟! بما يسهل للطالب والطالبة ويتيح له فتحها دون استنزاف رصيده إن كان هناك رصيد متبقٍ من الأساس!! والسؤال هنا هل كانت وزارة التربية والتعليم على علم بهذه العروض التي قدمتها شركات الاتصالات وبتفاصيلها الدقيقة أم أنَّ الحاصل عرض إعلامي ليس إلا؟
نرجو التحرك من قبل وزارة التربية والتعليم لعلاج ما يمكن علاجه فالتنسيق وحده لا يكفي مع شركات الاتصالات لتقديم عروض خاصة ومُغرية للطلبة تشمل فتح البيانات وجميع الملفات وبأسعار رمزية كما نوجه رسالة لشركات الاتصالات كذلك بأن يتم إعادة النظر في الباقات المقدمة للطلبة وترقيتها لتناسب الوضع الحالي بالنسبة للدراسة عن بعد حتى وإن اعتبرتها نوعاً من المسؤولية المجتمعية وليست فرصة للربح السريع واستغلال الوضع الراهن.
إنها مُناشدة مجتمعية نقلتها من نبض الشارع العام ومن قبل عن أولياء الأمور تحديداً لعلها تبلغ صداها وتصل لوزارة التربية والتعليم ولشركات الاتصالات ونسمع بعدها أخباراً طيبة تثلج الصدر.