شركات التكنولوجيا في الصين أمام "مخاوف كبرى" بعد إجراءات حكومية لمكافحة الاحتكار

ترجمة- الرؤية

ذكر تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن المستثمرين يعكفون على مُراجعة سجلاتهم المملوكة لشركات الإنترنت في الصين، بعد أن اقترحت بكين قواعد جديدة شاملة لمكافحة احتكار صناعة التكنولوجيا في الصين.

وجذبت المجموعات الرائدة بما في ذلك "تينسنت" و"علي بابا" و"ميتوان" استثمارات قياسية خلال جائحة كوفيد-19، وفقًا لبيانات من مؤسسة كوبلي لتمويل البحوث التي ترصد أنشطة الاستثمار لأكثر من 180 من أكبر الصناديق في العالم. وقال ستيفن هولدن المدير والمؤسس في "كوبلي"، إن هذا الدعم "عرضة لتغيير اتجاه آمال اللقاح والتنظيم المحتمل".

ويأتي التحول في المعنويات بعد أن كشفت بكين عن مسودة قواعد جديدة تستهدف الإقراض عبر الإنترنت من قبل مجموعات غير مصرفية والتي كانت مسؤولة جزئيًا عن إفساد الاكتتاب العام الأولي البالغ 37 مليار دولار لشركة آنت جروب، شركة التكنولوجيا المالية الرائدة التاعبة لمجموعة علي بابا. وكان من المفترض أن يكون هذا الإدراج الأكبر في العالم لكن جرى تعليقه قبل أيام فقط من الموعد المقرر لبدء التداول. ونُظر إلى الإلغاء على أنه "قرار سياسي"، بعد أن انتقد مؤسس "مجموعة آنت" جاك ما، الجهات التنظيمية في الصين على الملأ.

وبشكل منفصل، نشرت إدارة تنظيم السوق، وهي هيئة مراقبة المنافسة الصينية، مسودة قواعد جديدة الأسبوع الماضي مصممة للحد من قوة مجموعات التكنولوجيا. وأثرت هذه الخطوة على الفور على أداء أكبر الأسهم نموا في الصين مثل علي بابا وتينسنت وشركة توصيل الطعام العملاقة "ميتوان".

وقال بروس بانج رئيس قسم الأبحاث الكلية والاستراتيجية في بنك الاستثمار الصيني "تشاينا رينيسانس"، إن اللوائح الجديدة أثارت "مخاوف كبيرة" لدى المستثمرين. وأضاف: "بالنسبة لكبرى شركات التجارة الإلكترونية، فتواجههم رياح معاكسة محتملة في المستقبل"، لكنه أضاف أن المشكلات التي تواجه هذه الشركات قصيرة المدى.

وقالت لويز دادلي مديرة المحافظ في فيديريتد هيرمس، إن اللوائح الجديدة إلى جانب التحرك الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنع المستثمرين الأمريكيين من الاستثمار في الشركات التي يشتبه في صلاتها بالجيش الصيني، كل ذلك زاد من المخاطر. وأضافت: "هذا أمر ندركه بالتأكيد، وربما يكون أكثر خطورة الآن مما كان عليه قبل شهر".

وقال وونغ كوك هوي الرئيس التنفيذي لشركة إيه بي إس لإدارة الأصول ومقرها سنغافورة، إن رؤيته للقطاع "تغيرت جذريًا". وأضاف: "أعتقد أن الاتجاه الصعودي لأسهم قطاع التكنولوجيا في الصين قد توقف".

وعلى الرغم من المخاوف، قال العديد من المستثمرين إن قطاع التكنولوجيا في الصين أصبح أكبر من أن يتم تجاهله في ضوء معدلات النمو التي تقدمها الشركات.

وتوقع إريك موفيت مدير المحفظة في "تي رو برايس" لإدارة الأصول، أن تظهر الشركات الرائدة في السوق أقوى بعد أن خففت التحركات الأخيرة من "وفرة المستثمرين"، على حد وصفه.

وأشار أحد المصرفيين إلى مثال شركة تينسنت، التي تراجعت أسهمها في عام 2018 بعد مقترحات حكومية للحد من الألعاب عبر الإنترنت، التي تعد نشاطها الأساسي. وقال إن شركة تينسنت استردت الكثير من خسائرها مما أظهر أن "الشركات تميل إلى أن تصبح أكثر ذكاءً في التعامل مع الجهات التنظيمية"، وقلصت الشركة خسائرها إلى النصف منذ عمليات البيع الكبيرة في وقت سابق من نوفمبر الجاري، لكنها لا تزال منخفضة بنسبة 5.5% عما كانت عليه قبل إعلان اللوائح.

وقال بريندان أهيرن كبير مسؤولي الاستثمار في "كرين شيرز"، وهي محفظة استثمارية تركز على الصناديق المتداولة في البورصة الصينية، إنه سيكون من الصعب إزاحة هيمنة أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، معللاً ذلك قائلاً: "فقط لأن لديك خيارًا يعيق تطبيق البدائل الأخرى".

تعليق عبر الفيس بوك