‏‏انقشع أيها الحزن من صدورنا

 

طفول سالم

أبي السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراك- سافرت روحك الطاهرة إلى الرفيق الأعلى مع فجر الجمعة العاشر من يناير، عادت إلى خالقها لكنها بقيت معنا في قلوبنا قبل أعيننا، تشعر أرواحنا بحضورك في كل حين.

ها قد حضر شهر ميلادك، لتعود إلينا وصاياك التي جعلتنا نحب تلك الأوقات التي تظهر لنا بها، ومنحة الحب التي وهبت لنا بها الطمأنينة والأمان.

حين نستيقظ نتفقد التلفاز، ننتظر اللحظات التي أصبحت لنا كموعد لقاء، لنحتضن تلك الملامح التي جسدت حب حياتنا لوجودك الأبوي بيننا.

لم نعتد على فراقك، كانت وعودك على مر الزمن حماية لنا، كنت تحمينا بكل ما أوتيت من قوة حتى خارت.

بقيت واقفا شامخا في كل آن، في كل حين، في كل موقف، تبذل الجهد وتسهر ليل نهار حتى نكون بخير وأمان.

‏تبكي عيوننا وتتساقط دموعنا وتختنق الروح لفراقك؛ لكنه أمر الله. علمنا أنه سياتي ذلك اليوم الذي نخاف فراقك يا سيدي، واحتضنت النفس خوفها وضاقت الأرجاء بها لتلك الروح التي ستفارقنا، الأرض يوم موتك غرقت حزنا وأنبتت من دموع العالم  صمتا مفزعا. عزفت الريح ألحانا  لتسكن تلك الأرواح وتهدأ الأفكار ليسقط إيقاع الحزن على مسامع العالم.. ليلامسوا حزننا على فراقك.

‏هناك وقف الزمن بنا‏.

هناك تلاشى سكون قلوبنا.

رحيلك كان مُرًّا علقمًا أحبط أجسادنا، واختنقت أرواحنا، وخيَّم عليها حُزنا ثقيلا.

السماء أظلمت في أعيننا، وأمواج البحر تلاطمت على إيقاع نحيبنا، والقمر توارى متثاقلا خلف ستائر دموعنا، ترنَّحت رؤوسنا حزنا، ألما، وجعا، مثقلة بذكرياتك، بمعاودة ظهورك في مخيلتنا.

تحركت في دواخلنا ملامحك الهادئة لتثور عاصفة شجوننا لتتساقط دموعنا على جفوننا لتضرب شواطئ لا تفيض.

تمتمات ذلك الليل وحده؛ عانقت سراب كلماتنا التي هربت خوفا وهلعا من قلم لم يستطع أن ينثر نعيًا على صفحات الورق.

فُقدانك يا سيدي أحدث في نفوسنا ما لا تتحمله.

أيُّ مأساة، أيُّ ألم حل بنا؟ ‏في هذا الوقت، تخذلنا الكلمات وقسوة الخذلان تجعلنا نتوقف، حتى الجماد الذي لا روح فيه يخذلنا!!

يمرنا الوقت ولا نعلم  ما نكتبه؛ ليس عجزا عن وصف حبك ولا ما تركته لنا لكن في ثقل ذلك الشعور؛ وتضارب أفكارنا وزحمة كلماتنا يكمن عجزنا.

‏رغم أننا في أوقات من حياتنا بعد فقدك حاولنا أن نتظاهر بأننا بخير، إلا أننا  ‏نشعر بالتعب، والإجهاد، والاكتئاب و‏الحزن، ذاك الذي لا يشعر به أحد ممن لا يعرف قيمتك في قلوبنا.. إنَّ فقدك ‏يعتصر قلوبنا، يؤلمنا جدًّا.

من قال ‏إنها  فترة وستمُر.. إنَّ أرواحنا مثقلة بك متعبة من بعدك، فأي شيء يستطيع أن يخرجك منا وأنت الأب الذي تسكن أرواحنا.....،

تعليق عبر الفيس بوك