العيد الوطني الخمسون

 

 

علي بن بدر البوسعيدي

 

نحتفل هذا العام بالعيد الوطني الخمسين للنهضة، بينما تحققت مُنجزات عدة طوال عقود النهضة العُمانية، في مختلف المجالات، ومنها المسيرة التعليمية وما أحرزته من تقدم في جميع ولايات السلطنة شمالا وجنوبا شرقا وغربا؛ حيث ارتفع عدد المدارس من ثلاث مدارس بعدد 900 طالب عام 1970 إلى 1162 مدرسة حكومية و635002 طالب وطالبة، تقريباً في 2020.

أما إذا جئنا إلى مجال الصحة فقد كانت هناك فقط ثلاث مستشفيات، وهي بمثابة مستوصفات في هذا العهد، كما أنَّ هناك معاهد وكليات صحية، وإذا مررنا معاً إلى الطرق المُسفلتة أصبحت هناك آلاف الكيلومترات، كما أن هناك إنجازات عظيمة للموانئ مثل ميناء السلطان قابوس، وميناء صحار، وميناء صلالة، وميناء الدقم ذات الأهمية الاقتصادية، حيث إن الحكومة تعتمد عليها كثيرا.

وإذا جئنا إلى المطارات فهناك مطار مسقط وكذا مطار صلالة ومطار صحار ومطار الدقم، وهذه المطارات تعني انتعاش الاقتصاد، كما إن النهضة كلها تعني الاهتمام بالفرد العماني، الذي يمثل الركيزة الأساسية للتنمية، خاصة وأن الحكومة الرشيدة تعمل الآن على تنويع الاقتصاد دون الاعتماد على النفط، بل تولي اهتماماً كبيراً بقطاعات أخرى مثل الزراعة والثروة السمكية في ظل ما تزخر به بلادنا من سواحل طويلة. وهناك أيضاً القطاع السياحي، وليس علينا سوى الاهتمام والعمل الجاد.

ومما يُؤكد التقدم الذي تواصل السلطنة المضي فيه، أنه منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم، ومسيرة التطوير والتحديث ماضية قدمًا، على النهج القويم للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه-. وما إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة سوى تأكيد على مسيرة التطوير والتحديث، وأن وطننا العزيز ماضٍ في سبيله نحو العلا والمجد.

ولم تتوقف جهود جلالة السلطان المعظم في الاهتمام بنمو الاقتصاد رغم ما تعرضنا له من ظروف قاسية وشديدة نتيجة فيروس كورونا، وتأثيرات الأزمة على النمو الاقتصادي، لكن ها هي خطة التوازن المالي تطمح إلى تحقيق نمو اقتصادي وتقليص حجم العجز في ميزانية الدولة، وكذلك الخفض التدريجي للدين العام الذي بلغ مستويات كبيرة بسبب أزمتي النفط وكورونا، واللتين كان لهما التأثير المضاعف على كبح النمو.

إننا ومع اقتراب ذكرى الثامن عشر من نوفمبر المجيد، ندعو كل مواطن ومواطنة إلى التمسك بالقيم الوطنية والثوابت العُمانية التي تربينا عليها، وأن نُحافظ على ما تحقق من مكتسبات النهضة الشاملة، وأن نتحلى بالصبر والأمل بأن القادم أفضل بإذن الله تعالى، وأننا سنُحقق الكثير من الإنجازات تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- أيده الله بنصر من عنده-.. وكل عام ووطنا الأبي وسلطاننا المفدى وشعبنا الوفي يرفل في ثوب العزة والفخر والعافية.