لا تنفعل!

 

رُبا جمال الشنفرية

 

 

تعودت أعصابنا على الانفعال وكثرة الاهتمام بأصغر التفاصيل وأبسط مايُقال لنا مِن مَن هم حولنا فيستثيرنا البعض بأحاديث مستفزة أو قد يلقون علينا النكت الساخرة أو بعض النصائح البغيضة تحت مُسمى "نحبك ونريد مصلحتك" ولكننا مع بالغ الأسى والصدمة لا نرى تلك المحبة عندما نكون في قمة سعادتنا بإنجاز قمنا به بل نرى الإحباط والعبارات المُبطنة التي تشعرنا بأننا لم نفعل شيئاً يدعو للفخر على الاطلاق.

تتعدد القلوب وتختلف النوايا ولكل طريقته الخاصة للتعبير عن حبه أو كراهيته لك، أما راحتك النفسية فهي تعتمد كلياً عليك أنت!.

فلسفة علم النفس والذات هي ليست من تخصصي ولكنني أتحدث دائماً عن تجارب لمن عايشتهم على أرض الواقع فتكون كتاباتي عصارة لما يمر به أي شخص يعيش على هذه الأرض.

 

 

كنت أعتقد أنني سأستطيع التأثير إيجاباً على من هم حولي وأننا سنجتاز الصعاب والعقبات سوياً ونبتعد عن كل ما يؤذينا فقط إن فكرنا بإيجابية هذا نتيجةً للتأثير النفسي الذي تركته بداخلي عبارات وكتب الإيجابية التي نكاد نراها في كل مكان، وأحاديث الإيجابية الروتينية التي نسمعها مع كل من هبَّ ودبَّ!

آن الآوان لنوقف مهزلة الإيجابية الوهمية ونلتفت لقلوبنا ونجبر كسرنا بأنفسنا، في هذه الحياة يجب أن تحب نفسك حباً كافياً لأن لا تسمح لأي مخلوق على هذه الأرض بتعكير مزاجك وهنا هو مربط الفرس.

من واقع تجربة، كنت أتأثر بشكل كبير بأي تعليق سلبي أو أسلوب غير محترم أو غير لبق في الحديث ذلك لأنني كنت دائماً ما أرفع سقف توقعاتي من من هم حولي فكنت أعتقد أنهم سيُعاملونني بالمثل ويحترمونني بالمثل فأنا أؤمن بأنَّ من يزرع اليوم يحصد غداً ولكن الحياة ليست دائماً هكذا!

 

 

إنما الأصح والألطف لنفسك أن تضع أقل التوقعات من الآخرين لكي لا تصدم لاحقاً وتعمل خيراً وتحتسب أجره عند الله ولا تنتظر شكراً أو ثناءً من أحد بل أسعد نفسك بنفسك وأعلم بأنَّ الله يرى قلبك ويعطف عليه.

عامل ذوي القلوب السوداء بالابتسامة الصفراء وأجعلهم يبثون سموم أحقادهم ويظهرون نواياهم ثم أختم الحديث معهم بكلمة لا توحي بأي ردة فعل من طرفك وأغلق الموضوع وأنسه وكأنه لم يكن فهذه الطبقة من النَّاس يتعمدون استفزازك لوضعك في موضع الشخص الانفعالي والتافه فلا تسمح لهم بالحصول على ما يُريدون بل دعهم يحترقون بنار انتظار ردودك ... ولاترد.

كن شامخاً كالجبل واثقاً من نفسك ومما تفعل وتجاهل صغار العقول تكن سعيداً.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك