بعد الانتخابات.. الاقتصاد الأمريكي يواجه ضغوطا حادة مع احتمال "الشلل السياسي"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

يواجه الاقتصاد الأمريكي تذبذبات حادة جديدة خلال نوفمبر الجاري، حيث يوم التصويت في الانتخابات، وحتى شهر يناير 2021 مع تنصيب الرئيس، وهي فترة يحذر مراقبون من أن الولايات المتحدة ستعاني من الشلل والجمود السياسي، وفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وعادةً ما يستخدم المرشحون الرئاسيون الناجحون هذه الفترة (من نوفمبر إلى يناير) للتخطيط لبداية إدارتهم، لكن العديد من القطاعات الاقتصادية الكبيرة تستعد للتأثر بكل من الزيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا وحلول فصل الشتاء. ويمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى تفاقم التباطؤ الشديد في قطاعات السفر والمطاعم والضيافة، مع زيادة الكساد في صناعة النفط التي تُعاني بالفعل من انخفاض الأسعار.

وبات الملايين من الأمريكيين عرضة لخطر قطع الكهرباء والمياه مع استحقاق فواتير المرافق غير المسددة، في حين أن منظومة الحماية الاجتماعية للمستأجرين والمقترضين من الطلاب والأمريكيين العاطلين عن العمل، ستنتهي بحلول نهاية العام مع غياب تجديد الإجراءات الفيدرالية التي أُقرت سابقا.

وتبرُز الضغوط الاقتصادية التي تلوح في الأفق مع انهيار مفاوضات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس بشأن إطلاق حزمة تحفيز اقتصادي جديدة، ويزيد من ذلك التحول الحاد في المحادثات بين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزانة ستيفن منوشين. إذ إن بيلوسي ومنوتشين، اللذين عملا معًا على مدار العام لتأمين مرور تريليونات الدولارات من المساعدات الطارئة بنجاح، تبادلا الانتقادات اللاذعة خلال الأيام الأخيرة؛ حيث قالت بيلوسي إن الإدارة الأمريكية "فشلت فشلاً ذريعاً"، بينما هاجم منوشين "نهج الكل أو لا شيء".

وقال كل من الرئيس ترامب وبيلوسي إنهما سوف يسعيان إلى اتفاق لإطلاق حزمة إغاثة اقتصادية خلال "جلسة البطة العرجاء" للكونجرس (وهي آخر جلسة للكونجرس قبل وصول الأعضاء الجدد)، ولكن الحل الوسط أثبت أنه بعيد المنال.

وقال مايكل سترين الخبير الاقتصادي في معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث يميل إلى اليمين: "تشير كل الدلائل إلى أننا نمر بأسوأ ما في هذا الأمر، حيث أصبح الوضع في واشنطن هو الأسوأ والأكثر فظاعة".

وتصاعد الصراع السياسي في واشنطن وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وهزات في الاقتصاد العالمي. وتراجعت بورصة وول ستريت الأسبوع الماضي؛ حيث شهد مؤشر داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض أسبوعي لهما منذ مارس. واستردا جزءًا من تلك الخسائر في تداولات الإثنين.

ومع توقع أن يحد الطقس البارد من تناول الطعام في الهواء الطلق، يقول 40% من جميع أصحاب المطاعم في جميع أنحاء البلاد إنهم يتوقعون التوقف عن العمل بحلول شهر مارس دون مزيد من المساعدة الحكومية، وفقًا لاستطلاعات الصناعة.

وفي الأسبوع الذي يلي الانتخابات، ستنظر المحكمة العليا في قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)، مما قد يُؤدي إلى خسارة عشرات الملايين من الأشخاص للتأمين الصحي. ووسط كل هذا، يجب على المشرعين أيضًا التوصل إلى اتفاق بحلول 11 ديسمبر لتجنب غلق الحكومة الفيدرالية.

ومن بين أكبر الألغاز التي تحوم حول حالة عدم اليقين هذه ما سيفعله ترامب ومساعدوه بعد يوم الانتخابات، خاصةً إذا خسر أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن. فهناك ما يقرب من ثلاثة أشهر بين انتخابات 3 نوفمبر ويوم التنصيب المُقبل في 20 يناير، تقريبًا الفترة الزمنية التي يخشى فيها خبراء الصحة العامة والاقتصاديون من أنَّ فيروس كورونا سيضرب البلاد بضراوة مجددًا. نظرًا لأن الطقس البارد يدفع الناس إلى البقاء في المنازل، فيما لم تحدد إدارة ترامب خطة لكيفية التعامل مع الزيادة المتوقعة في الحالات والاستشفاء.

تعليق عبر الفيس بوك