حمد بن صالح العلوي
منحته وزارة الإسكان مُمثلة في دائرة الإسكان والتخطيط العُمراني بمحافظة جنوب الشرقية أرضاً "سكني تجاري" على جبل مُرتفع تابع لمخطط مرتفعات شياع 6، تحيط بها القبور التي تعود لآلاف السنين من كل جانب.
قارئي العزيز..
أخبرني المواطن "صاحب الأرض" :حدد لي سحب قرعة على أرض "سكني تجاري" وعند حضوري للسحب بوجود لجنة مكونة من مدير الأراضي وعدد من الموظفين، بعد أن سميت الله الرحمن الرحيم، أخذت الورقة من الصندوق المخصص، حمدت الله رب العالمين، وبعد جهد جهيد من البحث وجدت الأرض، ويا أسفاه على حظي العاثر، فموقع الأرض على مرتفعات شياع 6 بولاية صور، وبعد فترة طلبت تحديد علائم الأرض من شركة تسليم العلائم فتفاجأت بأن الأرض بالقرب من قبور أثرية قديمة، فراجعت إدارة التراث والسياحة وكتبت رسالة وأرفقت معها الأوراق الثبوتية، فقالوا لي: القبور بجنب الأرض بمسافة بعيدة ولو كانت القبور داخل الأرض فيُمكن إزالتها، ولكنه وبعد مُعاينة المختصين تبين أنها خارج حدود الأرض.
وتابع محدثي صاحب الأرض قائلاً: أنا متفائل بأن مديرية الإسكان والتخطيط العمراني ستخصص لي قطعة أرض بدلاً منها خاصة وأنَّ المنطقة جرداء ولا يقطنها أحد فكيف بي أن أبني مشروعي التجاري؟"انتهى"
قارئي العزيز..
قال مدير إدارة التراث والسياحة ذات يوم ونحن في اتجاهنا إلى نيابة رأس الحد: انظر يمينك إلى تلك الربى والجبال الشاهقة وأشار بأصبعه إنها قبور لمئات السنين، وعند سؤالي عن أحوال المواطن المذكور وما وصل إليه المختص في شأن أرضه، أخبرني فقال:معاينة الأراضي المتضررة من اختصاصنا، ونحن نفيد المواطن إذا كانت أرضه متضررة تضررا مباشرا من عدمه، وقد تمَّ التواصل مع المواطن وأفدناه، وبخصوص المخططات السكنية، فإن وزارة الإسكان أي استحداث أو مخطط جديد، فالإسكان تخاطبنا برسالة رسمية بعدها يعاين الموظف المختص المُخطط، وبعد المعاينة والتحقق بأن المخطط خالٍ من أي آثار أو مقابر أو قلاع أو حصون، عندئذ نسمح بالتخطيط، ولله الحمد، الموظفون المعنيون في وزارة الإسكان في تعاون مُستمر فيما بيننا.
وقد تمَّ التواصل مع المواطن وأخبرناه بأنَّ أرضه غير متأثرة تأثيرا مباشرا، والمقابر تبعد عن الأرض حوالي 50 متر تقريباً، وعلى المواطن أن يتعهد بعدم المساس بالمقابر..
قارئي العزيز..
لنكن على وعي تام، وعلينا أن نهتم بما يجب أن يكون، وما لا يكون، وتعاوننا وتماسكنا مع بعضنا مطلوب، والمواطن له حقوق وعليه واجبات، ولنعط كل حق حقه، واحترام المواطن، رأيا وفكرا، ينبغي أن يكون، وذلك سلامة للعقول وسعة للصدور، ورأفة بالمواطن يا وزارة الإسكان ويا من بيده جرة قلم اتقِ الله.
