تراجع البورصات في أمريكا وأوروبا مع استمرار تفشي "كورونا"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

سجَّلت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا تراجعا حادا؛ حيث ركز المستثمرون على مؤشرات جهود الدول الغنية لاحتواء جائحة فيروس كورونا كانت متعثرة.

وفي أوروبا، فقد مؤشر "ستوكس 600" نحو 1.8% بعد الانخفاضات الكبيرة في الأسهم القيادية الألمانية. وفي الولايات المتحدة، أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 2.3% عند 27685.38، بينما انخفض مؤشر ستاندرد تند بوزر500 بنسبة 1.9% إلى 3400.97.

وأبلغت البلدان في جميع أنحاء أوروبا عن أعداد متزايدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة، وأعادت الحكومات فرض قيود من المتوقع أن تحد من التعافي الاقتصادي من الموجة الأولى من الوباء.

وإضافة إلى القيود الجديدة في المملكة المتحدة وحالة الطوارئ الجديدة لمدة ستة أشهر في إسبانيا، أبلغت فرنسا عن زيادة قياسية في عدد الحالات المؤكدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين ارتفع متوسط ​​سبعة أيام للحالات الجديدة في الولايات المتحدة أيضًا مسجلة أعداد قياسية. وتراجعت أسعار أسهم الشركات في القطاعات الأكثر حساسية تجاه قيود السفر الوبائية بشدة يوم الاثنين.

وتراجعت أسهم شركات الطيران والفضاء مؤشر فوتسي 100، الذي خسر 1.2%. وكان أكبر هبوط كان من نصيب IAG المالكة للخطوط الجوية البريطانية، التي خسرت 7.6%. أما شركة رولز رويس، الشركة الهندسية التي ترتبط أرباحها ارتباطًا وثيقًا بعدد الساعات التي تحلق فيها محركاتها النفاثة فخسر السهم 7.2%.

وعانت الفنادق والشركات التي تنظم العطلات. وتراجعت مجموعة فنادق إنتركونتيننتال بنسبة 4%، بينما خسرت شركة كارنيفال، شركة الرحلات البحرية التي هبطت أسهمها المدرجة في المملكة المتحدة إلى مؤشر فوتسي 250 متوسط ​​القيمة بسبب الوباء، 10% من قيمتها. وانخفض سهم Tui، وشركة السفر الأنجلو ألمانية، بنسبة 8.9%.

وفي ألمانيا انخفض مؤشر الأسهم القياسي "داكس" بنسبة 3.7%. وكانت الشركة الأكثر تضررا هي شركة البرمجيات التجارية "ساب"، التي تراجعت بنسبة 23% بعد تحذيرها من أن الأمر سيستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا في السابق حتى تتعافى من الوباء.

وقال بيرت كولين كبير الاقتصاديين في منطقة اليورو في "آي إن جي" وهو بنك استثماري هولندي، إن البيانات المتعلقة باستخدام وسائل النقل العام أعطت "مؤشرًا قويًا على أن التعافي قد توقف بسبب الموجة الثانية" من الفيروس.

وكتب في مذكرة للعملاء: "السؤال الآن هو ما إذا كان الاقتصاد سينعكس على خلفية القيود الجديدة التي تهدف إلى معالجة الفيروس". وأضاف "نظرًا لأن هذه الإجراءات أصبحت أكثر صرامة، فإن هذا الاحتمال يزداد يقيناً".

وعلاوة على الوباء، يترقب المستثمرون بقلق نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر، إضافة إلى نتيجة المحادثات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري والتي قد تؤدي إلى جولة جديدة من التحفيز المالي تهدف إلى مساعدة المستهلكين الأمريكيين.

ولم يمنح الانقسام السياسي العنيف بين الجانبين المحللين أملًا ضئيلًا في تمرير حزمة التحفيز بسرعة. ومع ذلك، أشار مراقبو السوق إلى أن المستثمرين يراهنون على أن مشروع قانون التحفيز سيتم تمريره في النهاية، مما أدى إلى انخفاض سعر الدين الحكومي الأمريكي طويل الأجل.

وقال مايكل آرون كبير محللي الاستثمار في شركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز في بوسطن: "إن المخاوف من عودة ظهور فيروس كوفيد -19 والفشل المستمر في التوصل إلى حزمة سياسة مالية بين الجمهوريين والديمقراطيين تثير قلق المستثمرين".

تعليق عبر الفيس بوك