تضخم "قياسي" في العجز التجاري الأمريكي مع انتفاضة "التنين"

ترامب يخسر معركة "تركيع بكين" اقتصاديا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

قالت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية إنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد بالفوز في الحرب التجارية مع الصين لكنه فشل، وأوضحت أن الرئيس بدأ حربًا تجارية مع الصين لإصلاح ما وصفه مرارًا بأنه علاقة غير عادلة بين أكبر اقتصادين في العالم، إلا أنه وبينما يطرح حجته لولاية ثانية قبل انتخابات نوفمبر، يبدو أنه لديه الكثير ليُظهره في "معركة تجارية مؤلمة" كانت حجر الزاوية في سياسته الخارجية.

وكان ترامب قد تعهَّد بخفض العجز التجاري للولايات المتحدة، لكنه وصل إلى مستويات تاريخية مرتفعة.

وعلى الرغم من تعهُّد ترامب بتضييق العجز التجاري الأمريكي من خلال فرض رسوم جمركية باهظة على السلع الصينية، اتَّسعت الفجوة التي تجاوزت الواردات من خلالها الصادرات في أغسطس إلى أكثر من 67 مليار دولار، وهو أعلى حصيلة شهرية لها منذ 14 عامًا. وانخفض العجز مع الصين وحدها بنحو 7% من يوليو، لكنه لا يزال حوالي 26 مليار دولار، وفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي.

ولفتت "سي.إن.إن" إلى أن هذا الارتفاع في العجز الكلي "ربما لا يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين بقدر ارتباطه بوباء فيروس كورونا، الذي عطل التجارة الخارجية حيث أغلقت البلدان اقتصاداتها".. واستدركت بالقول: "لكنها مسئولية ترامب، الذي جعل العجز مركزيًّا في خلافه مع بكين، رغم أن الخبراء يجادلون بأنه وحده ليس بالضرورة سلبيًّا للاقتصاد".

وحتى قبل تفشي الوباء، كانت الفجوة بين الصادرات والواردات لا تزال أعلى مما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه.

وحققت الصين نجاحًا اقتصاديًّا نسبيًّا هذا العام؛ حيث ارتفعت صادرات وواردات البلاد مع إعادة فتح اقتصادها، وبينما تضررت التجارة من الوباء، بلغ فائض الصين مع الولايات المتحدة حوالي 31 مليار دولار في سبتمبر، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية، إضافة لما سببته الحرب التجارية في بدايتها بألم شديد للمزارعين الأمريكيين.

وقال ويليام راينش الخبير التجاري في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) الذي خدم لمدة 15 عامًا في منصب رئيس المجلس الوطني للتجارة الخارجية: "المحصلة النهائية هي أن الرسوم الجمركية تسببت في الكثير من الأضرار الجانبية في الولايات المتحدة ولم تحقق أهدافها المقصودة".

وبدأ ترامب العام 2020 بصفقة تجارية جزئية بين الولايات المتحدة والصين؛ فاتفق البلدان بموجبها على خفض بعض الرسوم والسماح لبكين بتجنب ضرائب إضافية على ما يقرب من 160 مليار دولار من سلع البلاد. كما وافقت الصين على شراء ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الأمريكية خلال العامين المقبلين، إلا أنَّ ذلك كان قبل أن يتسبب الوباء في قلب الاقتصاد العالمي.

فبحسب تقرير متواترة، فإنه وفاعتبارًا من أغسطس، كانت الصين في طريقها لشراء أقل من نصف ما وافقت عليه، وفقًا لتحليل من معهد بيترسون للاقتصاد الدولي. وبينما قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض لاري كودلو، في ذلك الشهر، إن العلاقة التجارية مع بكين "جيدة"، على ما يبدو أن المحادثات لإعادة النظر في الهدنة المؤقتة والتوصل إلى اتفاقات مستقبلية قد تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

اللافت أنه وفي غضون ذلك، خرجت الصين من الوباء كواحدة من الدول الكبرى الوحيدة التي لم تغلبت على تداعيات الجائحة؛ فقد نما اقتصادها بنسبة 4.9% في الربع الأخير مقارنة بالعام 2019؛ حيث سيطرت على "كوفيد 19"، وهو الربع الثاني على التوالي من النمو. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 1.9% هذا العام، مقارنة بالانكماشات الكبيرة في الولايات المتحدة وأوروبا.

تعليق عبر الفيس بوك