في اتحاد الإعلام قوَّة

د. محمد بن سعيد الشعشعي

بصدور المرسوم السلطاني السامي رقم 95/2020، والذي حدد اختصاصات وزارة الإعلام، واعتمد هيكلها التنظيمي، نكون قد دخلنا مرحلة جديدة من مراحل النهضة المتجددة في كافة قطاعات الدولة؛ بما فيها قطاع الإعلام.

وبالنظر لمتطلبات المرحلة المقبلة، وتحديات المستقبل، والمعلومات وإنترنت الأشياء، نجد أنَّ المسؤولية الإعلامية اتسع نطاقها وتشعبت اختصاصاتها، بتشعب ظروف المرحلة المقبلة التي تتلاطم أمواجها كموج "مرنيف المغسيل" الهائج. فهناك دولة لها مُتطلباتها من تنمية واقتصاد وثقافة ومسؤولية اجتماعية، وفي المقابل تطور العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة بما تحمله لنا من حرية وتواصلا مع العالم وكيفية التأثير على الآخرين؛ من خلال ما يسمى بالمواطن الصحفي، الذي أرخى الخطاب لكل منا، ومكنه من أن يختار نوعية ومواعيد المواد الإعلامية التي يقدمها للمتلقين وبالأسلوب الذي يراه مناسبا.

هذه التحديات المخيفة التي تواجهها الدول النامية، لابد من شد المآزر لمواجهتها والتصدي لها بالفكر السليم أولا، وبالأيادي الكادحة البناءة ثانيا، وبالصبر والتحمل ثالثا، حتى نتجنب مرحلة التأسف والتأسي وعض الأيادي بالنواجذ؛ حينها لن يفيدنا الندم، بل يجعلنا هذا الأمر نتأخر عمَّن سوانا قرونا، ويرجع مستوانا وأسلوب حياتنا إلى الوراء، أو بمعنى آخر إلى مستوى كيفية الحصول على لقمة العيش، وهذا ما لا نبتغيه.

ومن هنا، اتَّخذت حكومتنا الرشيدة هذه الشهور خطوات إستراتيجية لمواجهة مرحلة التحديات الراهنة، التي تعلمونها؛ والمتمثلة في الدين الخارجي والعجز المالي، وإن كانت بعض هذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة مُرَّة على المواطن وصعبة على الدولة أن تتخذها الدولة "مجبرا أخاك لا بطل"، فأيُّ دولة في العالم لا تريد تقاعد مواطنيها من تِلقاء نفسهم، ما لم تجبرهم الظروف على ذلك لتجنب ما هو أخطر، ناهيك عن الكثير من الإجراءات التي اتُّخذت لتقليل الإنفاق وتعزيز الدخل الوطني ولسداد الدين الخارجي الذي يفرض ضغوطاته المقيتة على الدولة المدنية.

هنا... يأتي الدور الإعلامي المهم في مواجهة هذه التحديات، ولا شك أن في هذه السياسة الإعلامية الكثير من الأعمال والانشغالات التي تتطلب من الإعلاميين جهدا جبارا ومتميزا وقويا لمواجهة إكراهات المرحلة المقبلة وعِلَّاتها؛ فاليوم وسائلنا الإعلامية ازدادت صلابة وقوة وصمودا، وأصبح الجميع يعمل تحت مظلة التحدي والعمل البناء، بدءًا من رواد التواصل الاجتماعي، ووصولا إلى الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب؛ فالإعلام اليوم لابد أن يُلامس هواجس وهموم المواطن العماني من الألف إلى الياء، وأن يصل إلى تطلعات الشباب وتذليل كل ما يواجهونه من صعوبات، ويجب أن يكون الاتصال موضوعيا وشفافا في نقل الحقائق، واطلاع المواطن على هذه التحديات التي تواجهها الدولة حتى يكون المواطن شريكا في المسؤولية الملقاة، ومساهما في نفس الوقت في وضع الحلول وإيجاد البدائل، وأنْ يُدرك الجميع أنَّ العمل واحد والمصير واحد، لكننا في النهاية سننتصر بإذن الله بعد تذليلنا لذلك التحدي معا، وسوف نتخطَّى هذه المرحلة الحرجة، آمنين مُستقرين، وما من مِحنة في الأرض إلا ولها مخرج؛ فالعمل المنظَّم لا شك يخلق النتيجة الإيجابية المتوخاة، ومستقبل زاهر بإذن الله.. حفظ الله عُمان قيادة وشعبا.