عائض الأحمد
ذكريات الصبا وأحلام الفتيان مُغامرات كانت على وزن "متهور" ولماذا فعلت هذا ولم تفعل ذاك والرد دائماً "لم أكن أعلم" فهل لي بفرصه أخرى.
أعدك بأن لا أعود لمثل هذا أبدًا لقد تعلمت الدرس وحفظت النص والحقيقة أنه أهملها وتعمد نسيانها ليكون في "حل" منها فهو يراها ثقيلة كئيبة مرهقة، ليس لديه القدرة على التنفس وهي تجثم على صدره بكل قوتها وبكل عنفوانها فلم يجد وسيلة للهروب غير تلك الأحجية إن كنت صادقاً فافعل ما أراه أنا وأغمض عينيك وأغلق أذنيك وأسمعني ما أريده حفظك الله .
يقولون الخير فيما ترك والحق فيما ذهب بنفس راضية.
علمتني الحياة أن القسوة طاعة لمن يشعر بالضعف من يملكها كمن أوتي علمًا لم ينفع به غيره، أخذه متفرداً ثمَّ ألقاه في قوم صم بكم يتهامسون دون فعل ينتظرون نهاية الفصل وإغلاق الأبواب لينصرفوا لما كانوا عليه.
ليست أفضل حالا تلك الفتاه فتقول"أحبك" بقدر يكفي أمة كاملة وأكرهك بالقدر نفسه، حاولت كثيراً لعلي أخفي مشاعري وأحبط تلك اللهفة، كانت تسبقني الكلمات ويتلعثم لساني قبل أن أنطقها وكأنك كتبت علي دون أن يكون لي إرادة إثبات أو نفي أو رد دعوى قائمة كل ما فيها كلمات.
مشاعري تنزف حباً وقلبي يقطر دمًا، جرح غائر كان يظنه طبيبي شيئاً فتبين له أشياء.
لقاء وعناق ولوعة أحباب شيء من خيال وخيال يطرح أسئلة عدة، لم نجد لها أي جواب، لحظات سعادة "هزل" قلها كما تشاء، كانت هنا يومًا مرت بطريقي ثم اختفت.
لم تدع لي فرصة ولم تأخذ معها شيئاً، لعلها استكفت فاستحقت أن نقف هنا، وصلنا إلى نهاية المشوار قصرا كان أم خيارا هو ذاك، لم يكن في حسبانك وكان في الوقت ذاته عنوانك، اقرأيه ثم اكتبيه حرفا حرفا، سقط من بين يديك أم أسقطته لا يهم فقد رحل.
هم قلق لحظات بؤس إن عاد تذكرت الأيام، وإن طال غيابه ماتت معه الأحلام.
لم تكن يوماً لك ولم تكن معها أنت، وداعاً لن تشفيك وإلى حلم قادم قد يُغنيك، انتظر هنا ثم احلم فقد خلقت من أجل الحلم.
لست الفريد وليست الملاك فاحفظ الود ودعها تعيث كما تشاء فلن أجيبك بعد الآن.
---------------------
ومضة:
كانت تتحدى الريح دون أن تعلم أنَّ القادم "عاصفة".
*****
يقول الأحمد:
وجدتها كما قال لي العراف ساكنة هناك.