أنظمة التقاعد الوظيفي تتلقى ضربة موجعة بسبب "كورونا"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

تسبَّبت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا في زيادة انعدام الأمان الوظيفي، لاسيما في مرحلة التقاعد، وتضرَّر من ذلك مليارات الأشخاص حول العالم، والذين يضطرون الآن للعمل لفترة أطول، أو يخشون تراجع مداخيلهم في وقت لاحق من حياتهم، وفقًا لتحليل جديد لأنظمة التقاعد العالمية، نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

وحتى قبل الأزمة، كانت أنظمة التقاعد الخاصة والعامة تتعرض لضغوط بسبب شيخوخة السكان وظروف أسعار الفائدة المنخفضة، مما جعل من الصعب تحقيق عوائد الاستثمار لدفع المعاشات التقاعدية.

وتسبب الوباء في تفاقم المشكلة وزاد من حاجة الحكومات إلى إجراء إصلاحات "صعبة سياسيا" للحفاظ على استدامة أنظمتها. ووفقًا للدراسة التي أعدتها شركة "ميرسير" وغيرها من الشركات، فإن الإصلاحات الصعبة ستشمل رفع سن التقاعد.

وقال الدكتور ديفيد نوكس الشريك الأول في "ميرسير" والمؤلف الرئيسي لدراسة مؤشر المعاشات التقاعدية العالمي: "أدى الركود الاقتصادي الناجم عن الأزمة الصحية العالمية إلى انخفاض مساهمات المعاشات التقاعدية، وانخفاض العوائد، وزيادة الديون الحكومية في معظم البلدان". وأضاف: "حتما سيؤثر هذا على المعاشات التقاعدية في المستقبل؛ مما يعني أن بعض الأشخاص سيضطرون إلى العمل لفترة أطول، بينما يتعين على آخرين الاستقرار بمستوى معيشي أدنى في التقاعد".

وقارن التحليل أنظمة التقاعد في 39 دولة تغطي ثلثي سكان العالم، وصنفها على أساس الاستدامة والتغطية والكفاية. وقالت الدراسة -التي تُنشر سنويًّا- إن الإجراءات التي تنفذها الدول لتوفير إغاثة قصيرة الأجل خلال الأزمة، من المرجح أن تزيد من انعدام التقاعد الآمن للموظفين.

فعلى سبيل المثال، في أستراليا والولايات المتحدة وإسبانيا وتشيلي، سُمح للموظفين بتقديم بالحصول على معاش مبكر، لمساعدتهم خلال الأزمة، التي تسببت في فقدان عدد كبير من الوظائف في جميع أنحاء العالم.

وكان هذا التدخل الطارئ أكثر شيوعًا في أستراليا؛ حيث استفاد حوالي 3 ملايين موظف، أو ما يقرب من ربع القوى العاملة في البلاد، من مخطط سمح لهم بتحرير ما يصل إلى 20 ألف دولار أسترالي من صناديق التقاعد الخاصة بهم، أي ما يعادل نحو 33 مليار دولار أسترالي في غضون 5 أشهر، ومعظم الذين شاركوا في ذلك من فئة الشباب.

وفي يونيو، حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، من أن سحب الأصول من خطط التقاعد مبكرًا يجب أن يكون "مقياس الملاذ الأخير".

وأشارَ التحليلُ إلى أنَّ بعض الحكومات سمحت أيضًا للمدخرين وأرباب العمل بتخفيض معدلات المساهمة الإجبارية في المعاشات التقاعدية، لتخفيف الضغوط على الأسر والأفراد الذين يواجهون أزمة نقدية خلال الأزمة.

تعليق عبر الفيس بوك