العام الدراسي الجديد.. كيف سيكون؟!

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

خلال الشهر الفائت وعند إعلان وزارة التربية والتعليم عن تطبيق نظام التعليم المدمج في الأول من شهر نوفمبر القادم طرحت مقالاً جاء بعنوان (منهج التعليم المدمج ...  بين التخطيط والتطبيق) تطرقت فيه إلى ماهية التعليم المُدمج بصفته نظاما حديثا يطبق لدينا لأول مرة، كما ناقش المقال توفير البنية التقنية المثالية كونه نظام به جانب إلكتروني مرورا بالدور المفترض من قبل الوزارة ممثلة في تأهيل المدرسين إلى التواصل مع أولياء الأمور لتوضيح الواجبات المتعلقة بهم تجاه أبنائهم.

ولعلنا نعرج مرة أخرى عبر مقال آخر مرتبط بنفس  الموضوع بعدما شهدت الساحة المحلية والعالمية مستجداً هاماً وحساساً تمثل في ازدياد حالات الإصابة بفيروس كرورنا وارتفاع عدد الوفيات لسنا هنا بصدد ذكر هذا الرقم أو ذاك بقدر ما يهمنا هنا سؤال واحد ما هو مصير أبنائنا الطلبة في ظل هذه الأوضاع من الموجة الثانية من فيروس كورونا كما يطلق عليها فهناك تخوف كبير من قبل أولياء الأمور حول إرسال أبنائهم للمدارس في ظل الأوضاع الحالية لاسيما في ظل ارتفاع أعداد الوفيات (رحمهم الله) لأرقام قياسية وهذا بحد ذاته شيء يدعو للقلق والخوف والهلع لدى الكبار فما بالك بالصغار .

انتشرت الإشاعات مؤخرا هنا وهناك والكل في ترقب حول السيناريو المتوقع تطبيقه خلال المرحلة المقبلة من قبل وزارة التربية والتعليم في الوقت الحالي لاسيما وأنَّ الهيئة التدريسية قد بدأت بمباشرة العمل منذ أواخر شهر سبتمبر الماضي وتمّ إلحاق معظم الهيئة التدريسية ببرامج تدريبية خاصة للمنصات التعليمية عبر  تطبيق Google Classroom الذي يتيح للمعلم القيام بالعمل الصفي إلكترونياً كما هو في صفوف المدرسة تماماً.

كما أنَّ هناك تساؤلاً ينبغي طرحه عبر طيات هذا المقال وهو ماهي أسباب تأخر تصنيف المدارس بناء على الكثافة الطلابية من قبل مديريات التربية بالمحافظات فمن حق ولي الأمر أن يعرف نظام التعليم الخاص المطبق في مدارس أبنائه هل سيكون أسبوعاً بأسبوعين بالنسبة للمدارس العالية الكثافة أم يكون أسبوعاً بأسبوع بالنسبة للمدارس متوسطة الكثافة أم غير ذلك.

بالتأكيد أن هناك جهوداً دؤوبة تبذل وسباقاً مع الوقت بين وزارة التربية والتعليم وجهات أخرى ذات العلاقة مثل وزارة الصحة ممثلة بالمراكز الصحية والمستشفيات في الولايات لعمل وتنفيذ مشاغل تدريبية صحية لأعضاء الإدارة المدرسية لكل مدرسة للتعامل الأمثل مع الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا وبدورها تقوم هيئة تنظيم الاتصالات وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لضمان توصيل خدمة الإنترنت إلى جميع المدارس في السلطنة وإتاحة المجال لتسهيل عملية التعلم عن بعد من خلال توصيل خدمة الإنترنت لـ 141 مدرسة ضمن المدارس الواقعة في المناطق الريفية، إضافة لفحص شبكة الاتصالات في عدد من المدارس للتأكد من جاهزية الشبكات والمنصات الداخلية للوزارة والمدارس ومدى توفر شبكات الاتصالات في تلك المناطق لتوفير خدمات الإنترنت التي تضمن توفر الخدمة للطلاب والقاطنين حولها

وبالنسبة للمدارس الأخرى التي تتوفر بها الخدمة لكنها تعاني من ضعف في سرعة الإنترنت تم التنسيق مع المشغلين في السلطنة لرفع كفاءة شبكات الاتصالات والخدمات المُقدمة لهذه المدارس لضمان حصول المدارس على جودة وسرعات عالية حسب الإمكانية والحلول الفنية المتاحة والمناسبة وياحبذا لو يكون هناك تسهيلات مرنة بالنسبة لأولياء الأمور للحصول على الحاسب الآلي بأقساط ميسرة ومن الجميل هنا إعطاء الأولوية لأول حاسب آلي عماني (عنصر) تشجعياً للمنتج الوطني المدشن حديثًا على الساحة التقنية العمانية.

وماذا عن دور وزارة الإعلام ممثلة في التلفزيون العماني وما أقصده هنا بث الدروس التعليمية على الهواء هل ستكون قناة عُمان الثقافية كافية لتغطية ازدياد الطلب إن حصل نتيجة الظروف المستجدة ومن أي مستوى دراسي ستكون الدروس هل من الصفوف الخامس إلى الثاني عشر أم غير ذلك؟ خاصة إذا علمنا أنه تمَّ إشعار بعض المدرسين للظهور على الشاشة الفضية

 

ويجب في المرحلة القادمة تكثيف التواصل مع أولياء الأمور من قبل وزارة التربية والتعليم عبر قنوات  التواصل الاجتماعي في بث رسائل توضيحية تعريفية مرتبطة بالمرحلة القادمة سواء كانت في تطبيق التعليم المدمج أو التعليم عن بُعد ومنها في كيفية دخول المنصة التعليمية وتزويدهم بالرقم السري أو المعرف الخاص بهم.  

الأسبوع القادم والذي يسبق الموعد المحدد لبدء الدراسة مصيري ويعتبر عنق الزجاجة لتحديد المصير وأتمنى هنا عدم المجازفة بأرواح الطلبة بحجة التجربة وتقييم المرحلة ولنا في دول الجوار خير برهان وشاهد من خلال انتشار الإصابات بين الطلبة بشكل كبير ومن هنا ظهر التوجس بين أولياء الأمور خوفاً على فلذات أكبادهم لا ندعو للتشاؤم ولكن هي دعوة للتعامل مع الوضع بواقعية تحكمها الظروف الراهنة وكما قيل الوقاية خير من العلاج.