محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي "تضغط بقسوة" على الاقتصاد البريطاني

ترجمة - رنا عبدالحكيم

حذَّر قادة أعمال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون من أنَّ اقتصاد المملكة غير مستعد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دون اتفاق، بينما تُواجه الشركات اضطرابًا شديدًا بسبب جائحة فيروس كورونا، ودعوا بالمقابل إلى حلٍّ عاجل في "محادثات الخروج" بعد أن طلب رئيس الوزراء من الشركات البريطانية الاستعداد للتداول مع الاتحاد الأوروبي بشروط "تُشبه إلى حد كبير شروط أستراليا"؛ أي المغادرة دون اتفاق، والاعتماد على شروط منظمة التجارة العالمية.

ونقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن كارولين فيربيرن المديرة العامة لبنك "سي.بي.إي" قولها: "بعد أربع سنوات من المفاوضات وتجاوز العديد من العقبات، هذا ليس وقت الاستسلام. لا يستطيع أي من الجانبين تحمُّل السقوط عند خط النهاية. فالصفقة هي النتيجة الوحيدة التي تحمي سبل العيش التي ضربها فيروس كوفيد في وقت تكون فيه كل وظيفة في كل بلد مهمة".

بينما قال مايك شيري الرئيس الوطني لاتحاد الأعمال الصغيرة: إنَّ الشركات لم تكن مستعدة للتعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة قبل 10 أسابيع فقط من نهاية الفترة الانتقالية في نهاية ديسمبر. وأضاف: "لقد طُلب منهم التحضير وإدارة مجموعة جديدة من قيود كوفيد في نفس الوقت. ولا يملك الكثيرون الوقت أو المال لإجراء التعديلات، حتى لو أرادوا ذلك واحتاجوا إليه".

وانخفض الجنيه الإسترليني في أسواق العملات الدولية بعد تدخل جونسون المتلفز، حيث انخفض من أعلى مستوى عند 1.2956 دولار مقابل الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى عند حوالي 1.2869 دولار، قبل أن يسترد خسائره تدريجيًّا. كما بيعت العملة أيضًا مقابل اليورو، حيث انخفضت من 1.1050 يورو إلى 1.0991 يورو قبل التعافي.

وجاء التناحر من أجل العملة، بعد أن قالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، إن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل في لندن؛ مما زاد من الرهانات بين المستثمرين العالميين على أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى حل وسط.

وقال محللون إنَّ تصريح رئيس الوزراء البريطاني كان مُصمَّمًا لإجبار الاتحاد الأوروبي على التراجع، لكنهم حذروا من أن فرص عدم وجود اتفاق آخذة في الارتفاع. وعلى الرغم من ضيق الوقت، إلا أنه قال إنه لا يزال من الممكن التوصل لاتفاق؛ مما يشير إلى أن اجتماعًا غير رسمي لرؤساء الدول في برلين في 16 نوفمبر قد يكون هو النقطة الحاسمة.

تعليق عبر الفيس بوك