الموت لا يغادر 10 ولايات.. "كورونا" يقفز بنسب الوفيات في أمريكا إلى 20%

ترجمة - رنا عبدالحكيم

كَشَفتْ دراسة أمريكية أنَّ جائحة فيروس كورونا تسبَّبت في زيادة معدلات الوفيات في الولايات المتحدة بنسبة 20%، أكثر مما كان متوقعًا في العادة خلال الفترة من 1 مارس حتى 1 أغسطس، وتمثل الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد 19 رسميًّا حوالي ثلثيهم، حسبما نشرت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية.

ووفقًا لبحث جديد نُشر في مجلة "جاما" الطبية، وأعده الدكتور ستيفن وولف وزملاؤه في كلية الطب بجامعة فرجينيا كومنولث ومدرسة الطب بجامعة فرجينيا كومنولث، فإنه "على الرغم من أن أعداد الوفيات الإجمالية في الولايات المتحدة متسقة بشكل ملحوظ من عام إلى آخر، إلا أن الوفيات في الولايات المتحدة زادت بنسبة 20% خلال الفترة من مارس إلى يوليو 2020".

وكتب الباحثون في الدراسة: "كان كوفيد 19 سببًا موثقًا لنحو 67% فقط من هذه الوفيات الزائدة".

وقام الباحثون بتحليل بيانات الوفيات من المركز الوطني للإحصاءات الصحية ومكتب الإحصاء الأمريكي. وبشكل عام، كان هناك 1,336,561 حالة وفاة في الولايات المتحدة بين 1 مارس و1 أغسطس 2020، كما وجدت الدراسة، مما يمثل زيادة بنسبة 20% مقارنة بما هو متوقع عادة.

وقال وولف أستاذ في جامعة فرجينيا كومنولث كلية الطب -في بيان صحفي- "على عكس المشككين الذين يزعمون أن وفيات كوفيد 19 وهمية، أو أن الأرقام أقل بكثير مما نسمع في الأخبار، فإن أبحاثنا والعديد من الدراسات الأخرى حول نفس الموضوع تظهر عكس ذلك تمامًا".

وأضاف وولف أن "بعض الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس من قبل ربما ماتوا بسبب الاضطرابات التي سببها الوباء. ويشمل هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من حالات طوارئ حادة، أو أمراض مزمنة مثل مرض السكري الذين لم يتلقوا الرعاية المناسبة، أو الأزمات العاطفية التي أدت لجرعات زائدة أو حالات انتحار".

وكانت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وماساتشوستس ولويزيانا وأريزونا وميسيسيبي وماريلاند وديلاوير ورود آيلاند وميتشيجان، هي الولايات العشر التي سجلت أعلى معدل للوفيات الزائدة للفرد. وتفاوتت الزيادة في الوفيات المطلقة من 22% في رود آيلاند وميتشيجان إلى 65% في نيويورك.

ومن بين 225,530 حالة وفاة زائدة، تم إرجاع 150541 -أو 67% منها- إلى كوفيد 19.

ووجد الباحثون أن معدلات الوفيات بسبب مرض الزهايمر والخرف زادت مرتين. أولاً بين الأسابيع المنتهية في 21 مارس و11 أبريل، ثم بين الأسابيع المنتهية في 6 يونيو و25 يوليو.

وكتب الباحثون: "واجهت بعض الولايات صعوبة أكبر من غيرها في احتواء الانتشار المجتمعي؛ مما تسبب في ارتفاع مطول في الوفيات الزائدة التي امتدت حتى الصيف". وأضافوا أيضًا أن الوفيات الزائدة المنسوبة إلى شيء آخر غير كوفيد 19 يمكن أن تكون انعكاسًا للوفيات الناجمة عن حالات غير معترف بها أو غير موثقة أو حالات وفاة بين المرضى غير المصابين الذين واجهوا اضطرابات سببها الوباء.

وكانت الدراسة بها بعض القيود، بما في ذلك أنها اعتمدت على البيانات المؤقتة وعدم الدقة في شهادات الوفاة والافتراضات التي تم تطبيقها على النموذج.

ومع ذلك، وبشكل عام، يقول البحث: "تعكس هذه الوفيات مقياسًا حقيقيًّا للتكلفة البشرية للوباء العظيم للعام 2020". وهذه الوفيات تتجاوز بكثير عدد الوفيات في الولايات المتحدة من بعض النزاعات المسلحة، مثل الحرب الكورية وحرب فيتنام، والوفيات من وباء H1N1 (إنفلونزا الخنازير) 2009، وتقترب من عدد الوفيات من الحرب العالمية الثانية.

تعليق عبر الفيس بوك