نادينا.. فنجاء أم ريال مدريد؟!

أحمد السلماني

 

أمرٌ مثيرٌ للدهشة والاستغراب عندما يُحدِّثك أحدهم وبفخر: "نادينا غسل شراع برشلونة"، تسأله من؟ يقول لك "ريال مدريد!!، "والله أنا حسبت فنجاء "مفخرة عُمان" من انتصر على برشلونة، وآخر من المصنعة يقول لك: "تعرضنا لمهزلة آسيوية"، تسأله: تقصد مَن؟ يُجيبك: "نادينا الهلال" وتبحث في قائمة أندية السلطنة عن اسم الهلال فلا تجده!!

نعم.. رغم أنَّ طرحي السابق مجازي، لكنها حوارات يومية في المجموعات الواتسابية ووسائل التواصل الاجتماعي على تنوعها وصلت حدَّ "التعصب غير المحمود"، وخارج نطاق الروح الرياضية والسمت العُماني المعروف، بل قد ترقى في أحيان كثيرة إلى خصومات من أجل "رونالدو البرتغالي" و"ميسي الأرجنتيني"، وهما لا يعلمان أصلا إن كان لدينا في السلطنة كرة قدم تُمَارس أم لا!

الرياضة التنافسية الدولية في عمومها، خاصة كرة القدم "الساحرة المجنونة"، كلها تقع تحت بند الترفيه عن النفس والشغف لدى الجمهور لا أكثر، ومن الأهمية بمكان أن لا تصل إلى حد التعصب، والأكثر من ذلك أن لا تأخذ حيزا كبيرا من حياة الشباب العربي والعماني تحديدا؛ إذ إنَّ هناك الكثير من القضايا الاجتماعية والشبابية التي تواجه شبابنا، والتي يجب أن تأخذ الحيز الأكبر من اهتماماتهم، خاصة فيما يتعلق بمستقبلهم ومستقبل وطنهم وأمتهم.

هناك واقع مُر مرَّت وتمرُّ به الأندية العمانية والفرق الأهلية في العقد الأخير من حيث تقلُّص عدد ممارسي الرياضة بها بعد تشبُّع الناشئة والشباب بكرة القدم والرياضات الأخرى بمتابعتهم للدوريات العربية والخليجية والعالمية من التلفاز والألعاب الإلكترونية، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير لتراجع الرياضة العمانية أسهمت فيه مؤسساتنا الرياضية بعد أن أضحت "بيئة طاردة" وأخرى مسلوبة تخدم شرائح محددة وإستراتيجية رياضية "فخمة" في محتواها وأهدافها، لكنها ضلّت الطريق بفعل فاعل، وتمت إدارتها من قبل الدخلاء والمتطفلين والأوصياء على الرياضة العمانية. ولولا لطف القدر، ومشروع تأجيل الانتخابات، لاستمر مسلسل "الضياع والتوهان الرياضي العماني".

مسؤولية كبيرة وعمل شاق ومُضنٍ وجاد ينتظر القائمين على الرياضة العمانية في إعادة بوصلتها نحو الاتجاه الصحيح؛ من حيث عودة "انتماء وولاء" الشباب العماني لأنديتهم وفرقهم المحلية، وإلى مسابقاتنا وبطولاتنا، وجميل أن تعود الجماهير إلى "المدرجات العمانية"، وأن تحمل حواراتنا ومناقشاتنا "العصبية المحمودة" تجاه أنديتنا وفرقنا، ربما علينا أن نذكِّر شبابنا بأننا أول من مارس وأجاد رياضة الهوكي بالمنطقة، وأن فنجاء اتبع إنجاز الأندية الخليجية بتحقيقه المركز الرابع عربيا في أيام عزّ وقوة الأندية العمانية، وأن ناشئينا لكرة القدم أحرزوا المركز الرابع في مونديال الإكوادور ولقب آسيا فضلا عن كأس الخليج لمرتين، وأن محمد المالكي أحرز ميدالية آسيوية ذهبية، والقائمة تطول من الإنجازات الرياضية العمانية، يبدو أن القيادة الرياضية العمانية الجديدة ستعاني كثيرا لكي تعالج "حالة الانفصام" التي يعيشها الشباب الرياضي العماني، لكننا متفائلون.

الأكثر قراءة