رسالة أخرى إلى المحافظ

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

استكمالاً للرسالة التي وجهها الكاتب الصحفي الزميل حمود بن علي الحاتمي المُوجهة إلى سعادة عيسى بن حمد بن محمد العزري محافظ جنوب الباطنة حول الملفات التي ظلت عالقة في أدراج الجهات المعنية رغم المطالبات والمقالات التي يكتبها كتاب الصحف المحلية عنها والتغطية الإعلامية ويكون الرد هو عدم وجود الوفورات المالية.

ومن بين الملفات التي ذكرها الكاتب شق طريق يربط قرى المارات وكرب، فهذا الطريق سيوفر الكثير من العناء لأهالي تلك القرى، رصف الطرق الداخلية بالرستاق وغيرها من الملفات التي سبق وأن كتبت عنها في مقالات سابقة.

فالفكرة واحدة والمضمون مُتقارب، فقبل أيام كتبت مقالاً بعنوان "محافظات الطموح" نشرته جريدة الرؤية بتاريخ 9 سبتمبر الجاري، ذكرت فيه أنه مع العهد الجديد وفي ظل إعادة هيكلة الدولة وإلغاء بعض الوزارات والهيئات والمَجالس ودمْج بعضها، وإصدار نظام المحافظات والشؤون البلدية بموجب المرسوم السلطاني رقم 101/ 2020، الذي منح المحافظات الاستقلال الإداري والمالي فإنَّ المجالس البلدية سيكون دورها رئيسياً في صياغة مسودات احتياجات المحافظات والولايات من الخدمات والمشاريع التنموية من خلال مجلس شؤون المحافظات.

ومن هذا المنطلق نأمل أن تجد تلك الملفات العالقة طريقها إلى الحل والتنفيذ بعد تحويلها من الجهات المعنية سابقاً بتنفيذ تلك المشايع. ويأتي رصف الطرق الداخلية بالرستاق ومن بينها الطرق في المُخططات الحديثة والطرق التي تربط بعض القرى بالولاية في أولوية الاهتمامات.

ومن هنا سوف أسرد بعض المطالب الأهلية لأبناء ولاية الرستاق التي كتبت عنها والمتمثلة في تنفيذ بعض المشاريع الهامة والضرورية الملحة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: مُعاناة أهالي قرية المسفاة بولاية الرستاق من "مثلث الرعب" أو "الموت" كما يسميه الأهالي والذي زهقت فيه عشرات الأرواح، وأريقت الدماء. فالغريب أنَّ هذا المثلث هو المعبر الوحيد لمكتب محافظ جنوب الباطنة، والشاهد على المجازر التي وقعت من خلاله طوال السنوات الماضية ولم يتم أي شيء تجاهه، رغم المطالبات ورغم المُقترحات والحلول البديلة التي طرحت كإنشاء دوار، أو طريق التفافي.

كذلك مثلث قرية الشبيكة التي أصبحت المدخل الرئيسي لمجمع الرستاق الرياضي للقادمين من خارج الرستاق عن طريق الرستاق، الملدة، أو عن طريق الباطنة السريع، فهناك مباريات وأنشطة رياضية تقام على هذا المجمع كل يوم، مما أصبح الوضع معه مؤرقًا وشديدَ الخطورة.

ومن بين المطالب العالقة التي كتبت فيها، طريق جماء، الحزم الذي مضى على رصفه بالمعالجة السطحية أكثر من ثلاثة عقود ، كذلك المطالبة برصف طريق الوشيل الحوقين مروراً بقرية الجيهاني وقرى وادي الجوابر.

ومن المشاريع المهمة جداً والملحة لأهالي ولاية الرستاق وزوارها من جميع الولايات والمحافظات هو إعادة تأهيل الطريق الرئيسي في الولاية من دوار الحزم إلى دوار الوشيل، فهذا الطريق متهالك وتوجد به حفر خطرة أدت إلى حوادث كثيرة. كذلك المُطالبة بإنارة طريق الرستاق، عبري، وإنارة طريق الباطنة السريع، وإعادة تأهيل طريق قلعة الرستاق إلى قرية الحلة، فهذا الطريق تمَّ طرح مناقصته ولم نرَ أي شيء على أرض الواقع.

ولا ننسى الطرق الداخلية للمخططات الصناعية، كمخطط حي الأمجاد، ومخططات العراقي وحي السرح، ومخطط الحزم والرستاق الحديث وغيرها من المخططات. كذلك هناك مطالب بإنشاء سدود الحماية من الأودية، ولزيادة المخزون الجوفي، وأذكر من هذه المطالب، سد شرجة المعنتية بالولاية؛ حيث توجد مخاطبات وموافقات رسمية بإنشاء السد، كذلك إنشاء سدود في بعض الأودية كوادي بني غافر ووادي الحوقين ووادي الحيميلي ووادي الحاجر، فهذه السدود ستحل مشكلة المياه في فترة الجفاف.

ومن بين المطالبات إنشاء مصلى للنساء بجامع السلطان قابوس بالرستاق الذي يضطر زوار الولاية للبحث عن مساجد أخرى بديلة توجد بها مصليات للنساء.

كما توجد ملفات عالقة شديدة الأهمية وهي شبكات الألياف البصرية داخل مدينة الرستاق التي تُعاني من سوء خدمات الإنترنت. كذلك ضعف شبكات الاتصالات في كثير من القرى، على سبيل المثال، منطقة الغيل وقرى وادي بني عوف وبعض قرى وادي السحتن ووادي بني غافر.

هذه لمحة موجزة عن الملفات العالقة التي كتبنا عنها مقالات مستقلة، كما كتبنا عن بعضها تحقيقات صحفية نشرت عبر الصحف المحلية بالسلطنة. كذلك تصدق طريق الحوقين، ملي بوادي بني هني وهو أحدث طريق نفذته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه سابقاً.

وأختتم مقالي بالنظر لولاية الرستاق بأنها كانت ذات يوم عاصمة لعُمان وذات تاريخ عريق وتضم أرضها ضريحي الإمام أحمد بن سعيد مُؤسس الأسرة الحاكمة في البلاد، وضريح الإمام سيف بن سلطان قيد الأرض، وكذلك هي حاضرة جنوب الباطنة والمركز الإداري للمحافظة، وهي إلى اليوم لا يوجد بها فندق سياحي يأوي زوارها مما يضطرهم للمبيت في الولايات المجاورة، ويحتضن الفعاليات والمؤتمرات التي تنفذ في الولاية والتي ترحل إلى ولايات أخرى.