ما مصير 13 ألفا لم يحصلوا على مقعد جامعي؟

حمود الحاتمي

alhatmihumood72@gmail.com

أعلنَ مركزُ القبول الموحَّد نتائج الفرز الأول من المقبولين في الجامعات والبعثات الداخلية والخارجية، ويبلغ عدد المقبولين حوالي 21 ألفا من إجمالي ما يزيد على 34 ألف طالب قد سجلوا وقبلهم نظام القبول الموحد، أي ما يزيد على 12 ألف طالب استوفوا الشروط، لكنهم لم يحصلوا على مقاعد دراسية لاستكمال دراستهم.

أُسر الطلاب غير المقبولين تعيش حالةً من الحزن على حال أبنائها، وهي عاجزة عن مساعدتهم على تدريسهم بسبب الظروف المادية وارتفاع تكاليف الدراسة، وضعف فرص العمل للخريجين من أبنائهم. وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت أنَّ عدد الناجحين في الدبلوم العام بلغ 44 ألف طالب؛ مما يعني أن أكثر من 22 ألف طالب انضموا إلى فئة الباحثين عن عمل، وبذلك تتفاقم مشكلة الباحثين عن عمل بازدياد أعدادهم سنويا.

سوف تكون هناك تبعات لوضع هؤلاء الطلاب ومنها آثار اجتماعية؛ وهي زيادة العبء الأسري لإعالة هؤلاء الطلاب إن لم يحصلوا على فرصة عمل أو مقعد دراسي، وليس هناك مسار لمستقبلهم المجهول. وهناك آثار تربوية فحينما يرى الطفل الصغير أخاه أو أخته يجلس في المنزل دون عمل تنخفض دافعية الطفل نحو التعلم. كما أن هناك آثارا نفسية؛ حيث هؤلاء الطلاب سيتعرضون لمشاكل نفسية تدفعهم لسلوكيات تضرهم، وهناك أضرار مجتمعية ومنها احتمالية تعاطي المحذورات كالدخان والمشروبات والمخدرات وقد تدفعهم للسرقة وغيرها.

وإذا كانت الحكومة الرشيدة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في توجُّهها للأخذ بالشباب نحو المستقبل؛ فها هم الشباب اليوم يتطلعون للأخذ بأيديهم نحو المستقبل، وبما أن الشباب هم ثروة الدول والاستثمار فيهم يعد استثمارا ناجحا، وهو ما يراهن عليه الجميع، ويؤمن به، وقد أسهم الشباب في بناء الدولة العصرية في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيَّب الله ثراه. ومع انطلاقة النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فإنَّ هذه النهضة تتجدد بهؤلاء الشباب المتعطشين لخدمة الوطن؛ فهم بحاجة لتدريب وتأهيل، ومؤسساتنا التعليمية هي من تقوم بالدور، لكنهم لم يحصلوا على فرصة للدراسة بها، فقد تم تقليص عدد المقاعد من 30 ألف مقعد إلى أقل من 23 ألفا!

فأين سيكون مصير هؤلاء الشباب والوطن يعول عليهم الكثير؟!

ماذا لو خصَّصت الحكومة المزيد من النفقات لتدريس هؤلاء الطلاب، وأن تشجع القطاع الخاص على المساهمة في تعليمهم وتخصيص نسبة لكل مؤسسة تتكفل بتحمل تكلفة تعليم عدد من الطلاب مجانا والنهوض بهم. هذا حل نأمل أن يتم تطبيقه، وهناك حلول أخرى طالما أن هذه قضية وطنية تهم الجميع.

إنَّني أكتب هذا المقال، وأستشعر ما يشعر به أولياء الأمور من معاناة وهم يرون أبناءهم يجلسون في المنزل دون عمل أو دراسة، ويوجهون نداءهم إلى الأب الحنون على أبنائه مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله يرعاه- ويستبشرون بخطابه الأول الذي أكد فيه على الأخذ بيد الشباب، فإنهم من هذا المنطلق يرفعون هذا النداء إلى جلالته -أيَّده الله- بأنْ يمنحهم الفرصة للدراسة الجامعية خدمة للوطن، مُعَاهدين جلالته على بذل المزيد من الجهد والعطاء، مستنيرين بالتوجيهات السامية من أجل بناء عمان وتجديد نهضتها.