أوَّل تشكيل وزاري في العهد الجديد

 

 

د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله

نُبارك أولاً لعُمان وشعبها التشكيلة الوزارية الجديدة لمجلس الوزراء، الذي يعدُّ الأول من نوعه في العهد الزاهر لمولانا حَضْرة صَاحِب الجَلَالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه وأيَّده بتوفيقه ونصره ورزقه البطانة الصالحة الصادقة التي تعينه على خدمة عمان وشعبها ورعاية مصالحها الوطنية.

ولا يخفَى على جميع الجهات المعنية في عُماننا الحبيبة ومعرفتها بما ينتظره الشعب ويصبو إليه المواطنون من هذه التشكيلة الوزارية الجديدة والهيئات الحكومية المختصة، خاصة ونحن في هذه المرحلة والعهد الجديد لنهضة عُمان المتجددة، ورؤيتها المستقبليَّة "عُمان 2040".

فهل سنرى فكرا إداريا وقياديا حديثا ومتطورا؟ وهل سنرى رقيا ونهوضا بقطاعات ومؤسسات الدولة من خلال خطط إستراتيجية وبرامج تشغيلية فاعلة لتلك المؤسسات، تقوم من خلالها كل مؤسسة بإعداد ومتابعة إنجاز خططها، ومن ثمَّ التقييم المهني لكل منها، ومراجعتها من خلال جهات رقابية متخصصة ومفعَّلة في الدولة لمحاسبة كل مقصِّر أو مُتهاوِن لم ينهض بمؤسسته لتحقيق الآمال والطموحات المرجوة منه، أم سنبقى بفكر إداري بيروقراطي قديم وجامد لا يرقى إلى الطموحات والآمال المرجوة، ولا ينسجم مع تنفيذ الأهداف والإستراتيجيات الوطنية، ليحقق التطلعات التي يترقَّبها المواطن منذ زمن بعيد، ولا يتوافق مع الرؤية القيادية الطموحة لجلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- والرؤية المستقبلية "عمان 2040"؛ فنحن اليوم في أمس الحاجة للنهوض والتقدم والتطور في كافة المجالات والصعد، وليس في مجال واحد ومحدد بعينه فقط.

لذلك؛ لابد من النهوض بعُمان في شتى المجالات: الشبابية والرياضية والتعليمية والتكنولوجية والصناعية والتجارية والزراعية... وغيرها، ولابد من الاهتمام بالاستغلال الأمثل للموارد البشرية والطبيعية والجغرافية لخدمة عُمان ورفاهية شعبها ورفع اسمها عاليا. لابد لنا أن نرى منتجات وصناعات وطنية عمانية عالمية ذات ميزة تنافسية مطلقة ونسبية تنافس الصناعات الأخرى من حيث السعر والجودة، لابد لنا أن نرى مناطق اقتصادية وصناعية وتجارية حرة ذات مواصفات ومقاييس عالمية تستقطب أحدث التكنولوجيا والتقنيات والصناعات العالمية الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ليستفيد منها الاقتصاد الوطني والمواطن العماني، وليرتقي من مستوى معيشته وينعم بالرفاه والرخاء، لا بد لنا أن لا نسمح بهدر ثرواتنا وطاقاتنا وإمكانياتنا الكبيرة واستنفاد مواردنا الطبيعية والزراعية والسمكية وغيرها، والاستغلال الأمثل لموقعنا الإستراتيجي والجغرافي، لا بد لنا من فكر وتخطيط وتنفيذ ومتابعة سليمة يحاسب فيها كل متقاعس أو مقصِّر عن أداء واجبه الوطني، لابد لنا من الوفاء والإخلاص والتفاني لقيادتنا ووطننا وشعبنا، والتعاون لتحقيق أهدافها، لا بد أن تكون لدينا الوطنية والدافعية والغيرة على اسم بلدنا ووطننا الغالي عُمان، الذي لا نشك في ذلك إن شاء الله، فعُمان فيها من الخيرات والنعم والأفضال الكثيرة إذا ما أحسنَّا إدارتها واستغلالها، وأخلصنا في النهوض بها وتعاونا على ذلك بكل جد ومصداقية، لابد أن نجد حلولا جذرية وفاعلة للكثير من المواضيع والمشكلات والمعوقات التنموية في كافة المجالات كالتعليم والتنويع الاقتصادي والعجز المالي والباحثين عن عمل وصناعة القرار الحكومي والبيروقراطية الإدارية والبطالة المقنعة ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وتفعيل أجهزة الرقابة الإدارية والمالية والمسؤولية والمحاسبة للجميع دون استثناء لتسود العدالة والأمن والاستقرار، ويعمُّ التقدم والتطور والازدهار على كافة الصعد والمجالات التنموية، لابد لهذه التشكيلة الوزارية الجديدة من إحداث نقلة وفارق كبير بينها وبين سابقتها من التشكيلات؛ من حيث إنجاز تقدُّم وتحوُّل تنموي شامل يُشار إليه ويضرب به المثل، ويؤخذ كتجربة ناجحة تستفيد منه مثيلاتها من التشكيلات الوزارية في الحكومات الأخرى.

أخيرا وليس آخرا.. لابد لها من الانسجام والتوافق مع رؤية ورسالة وأهداف القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- والرؤية المستقبلية "عمان 2040"؛ لتحقيق جميع الطموحات والأهداف المرجوة في شتى المجالات والنهوض بعمان ورقيها وتحقيق الرفاه لشعبها.

شكراً سلفًا لمن صدق وأخلص وأفنى جهده ووقته في نمو وتطور ورقي هذا الوطن وخدمة شعبه وأحسن ظن قيادته.

حفظ الله بلادنا عُمان وشعبها وقيادتها من كل سوء وأنعم عليها بالخيرات والأمن والاستقرار.