يؤشر إلى توجه أسعار النفط

"التجارة العالمية": مقياس "حركة السلع" عالميا يهوي إلى قاع جديد

الرؤية - نجلاء عبدالعال

قالت منظمة التجارة العالمية في تقريرها الصادر اليوم - الأربعاء- أن حركة تجارة السلع العالمية قد سجلت انخفاضًا تاريخيًا في الربع الثاني من عام 2020، وفقًا لأحدث قراءة لمقياس المنظمة لتجارة السلع، وهو مقياس مبني على الاتجاهات الفعلية للتجارة العالمية، ويؤشر مقياس حركة التجارة إلى توجهات أسعار النفط.

وقالت المنظمة إن المؤشرات الإضافية توضح وجود بوادر لإمكانية حدوث تحسن في التجارة العالمية والإنتاج في الربع الثالث من العام، لكنها أوضحت أن قوة أي انتعاش من هذا القبيل "لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير" وقالت: "لا يمكن استبعاد مسار على شكل حرف L، وليس على شكل "V مما يعني أن المنظمة لا تستبعد عدم وجود تحسن لكن في نفس الوقت عدم تسجيل مزيد من التراجع.

وحسب أحدث قراءة لحركة السلع عالميا فقد تراجعت بمقدار 15.5 نقطة من قيمة خط الأساس البالغة 100 للمؤشر و 18.6 نقطة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وهذه القراءة تعد أدنى قراءة مسجلة منذ عام 2007، وهي قريبة من أدنى مستوى تم تسجيله خلال الأزمة المالية 2008-2009 - وتتفق بشكل عام مع إحصاءات منظمة التجارة العالمية الصادرة في يونيو، والتي قدرت انخفاضًا بنسبة 18.5% في تجارة البضائع في الربع الثاني من 2020 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ونوهت المنظمة إلى أنه لن يتم تأكيد مدى دقة التراجع المسجل إلا مع توفر بيانات حجم التجارة العالمية للفترة من أبريل إلى يونيو رسميا.

وذكر تلخيص لتقرير المنظمة الفصلي أن جميع قراءات قياس حركة التجارة مؤخرا تسجل تراجعات كبيرة، مع وصول العديد من هذه القراءات إلى قيعان تاريخية، وأشار إلى أن مؤشرات بعض السلع بدأ في الاستقرار، فيما كانت مؤشرات منتجات السيارات (71.8) والشحن الجوي (76.5) هي الأسوأ على الإطلاق منذ عام 2007، وفيما كان مقياس شحن الحاويات (86.9) لا يزال منخفضًا بشدة، فإن طلبات التصدير تظهر علامات الانتعاش مع تحول هذا المؤشر صاعد ووصل إلى(88.4)، وفي الوقت نفسه، صمدت مؤشرات المكونات الإلكترونية (92.8) والمواد الخام الزراعية (92.5) بشكل جيد نسبيًا، ولم تسجل سوى انخفاضات طفيفة.
مؤشر التجارة السلعية العالمية.png
 

وأشارت إحصائيات منظمة التجارة العالمية لشهر يونيو إلى انخفاض بنسبة 14% في حجم تجارة البضائع العالمية بين الربعين الأول والثاني من هذا العام، ويشير هذا التقدير، جنبًا إلى جنب مع القراءة الجديدة لمقياس تجارة السلع، إلى أن التجارة العالمية في عام 2020 تتجه إلى مسار السيناريوهين الأكثر تشاؤمًا في توقعات منظمة التجارة العالمية الصادرة في شهر أبريل؛ والتي توقعت أن يتقلص حجم تجارة البضائع العام الجاري بمقدار 13% مقارنة بعام 2019. ومع ذلك، وكما حذر الاقتصاديون في منظمة التجارة العالمية في يونيو، فإن الخسائر الاقتصادية الفادحة لوباء COVID-19 تشير إلى أن التوقعات الخاصة بانتعاش تجاري قوي على شكل حرف V في عام 2021 قد تكون مفرطة في التفاؤل. ومع استمرار عدم اليقين في حدوث إنفراجة قريبة، فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية والتجارية وكذلك كيفية تطور الأزمة الطبية، فإن الانتعاش على شكل حرف L هو احتمال حقيقي، وهو ما من شأنه أن يترك التجارة العالمية بعيدة كثيرا عن مسارها فيما قبل جائحة كورونا.

وتم تصميم مقياس تجارة السلع لقياس الزخم وتحديد نقاط التحول في نمو التجارة العالمية، وتشير قراءات 100 إلى نمو يتماشى مع الاتجاهات متوسطة الأجل؛ وتشير القراءات الأكبر من 100 إلى نمو أعلى من الاتجاه، بينما تشير القراءات الأقل من 100 إلى نمو أقل من الاتجاه، وفي الأوقات العادية، يتوقع مقياس تجارة السلع تغيرات في مسار التجارة العالمية خلال بضعة أشهر. ومع ذلك، قد تكون الطبيعة المفاجئة وغير المتوقعة لأزمة جائحة كورونا قد غيّرت السلوك والأنماط الاقتصادية بشكل عميق، مما يقلل من القيمة التنبؤية لمجموعة المؤشرات القياسية.

تعليق عبر الفيس بوك