مؤشرات قياس الأداء

 

سعيد بن علي البادي

Saidalbadi82@gmail.om

 

كتعريف بسيط، تُعرف مُؤشرات قياس الأداء بأنَّها مجموعة من المقاييس الكمية تستخدمها المؤسسة أو الوحدة لقياس أدائها خلال فترة زمنية مُحددة قد تكون شهرية أو فصلية أو سنوية حسب نشاط هذه المؤسسة. وتقوم المؤسسة بتصميم وتحديد هذه المُؤشرات بشكل يضمن نمو أعمالها ونشاطاتها في السوق. وما سأتطرق له هنا أهمية تفعيل مؤشرات قياس الأداء في وتأثيراته على الفرد العامل بها.

كما يعلم الجميع، فإنَّ الغرض من إنشاء أي مؤسسة هو نجاح الأهداف التي تأسست من أجلها سواء كانت خدمية أو ربحية أو غير ربحية. ولذلك فإنَّ وجود أهداف تكون مصممة بشكل منهجي يضمن تحقيق أعلى معدلات الأداء والإنتاج التي تشكل الأهداف العامة والإنتاج النهائي لهذه المؤسسة. ومن بين الأدوات الرئيسية لتحقيق أهداف المؤسسة هي وضع مؤشرات لقياس الأداء بحيث يُمكن معرفة الجوانب التي تُعيق المؤسسة أو الوحدة من تحقيق النتائج المطلوبة خلال فترة زمنية محددة. كما أنَّ تفعيل هذه المؤشرات يُعطي قراءة واضحة لأصحاب القرار في توجيه استثمارات المؤسسة لأنَّ ذلك من شأنه توفير الكثير من الجهود والأعباء المالية، على سبيل المثال دمج بعض الوحدات ذات التخصصات المُتقاربة أو التخلص من الكثير من بيروقراطية تنفيذ المهام المناطة للوحدات المختلفة. بالإضافة إلى ما سبق فهذه المؤشرات تُساعد على التخطيط الجيد للموارد البشرية وكذلك معرفة الحاجة الفعلية لعدد الموظفين بالمؤسسة.

وتعتبر نتائج تفعيل مؤشرات قياس الأداء قاعدة بيانات مُهمة تسهل على المؤسسة استثمار قدرات الموظفين ومهاراتهم لأنّه من خلال قراءة هذه النتائج يسهل على أصحاب القرار وضع خطط وبرامج تدريبية لرفع كفاءة الموظف وأدائه وكذلك إعداد وتشكيل قيادات مُستقبلية حسب المهارات والكفاءات المطلوب توافرها في بيئة العمل.

ومن أهم الخطوات التي تسبق تفعيل مُؤشرات قياس الأداء هي تثقيف وتوعية العاملين بأهمية هذه المؤشرات لأنَّ العملية هنا مشتركة وتكاملية بين المؤسسة والموظف وعلى الجميع توجيه جهوده في هذا المجال سواء الإدارات بمختلف مستوياتها أو الموظفين بمختلف تخصصاتهم ووحداتهم. لأنَّ هذا من شأنه إنجاح هذه العملية والخروج بأفضل النتائج وعلى الإدارات التنفيذية تسخير وتوجيه موارد المؤسسة في هذا الاتجاه بغية تحقيق أفضل النتائج.

 

 

أما من ناحية الفرد العامل، فعليه إدراك أهمية تطبيق مؤشرات قياس الأداء في مؤسسته، لأنَّ ذلك من شأنه تطوير مساره الوظيفي أو تغييره حسب متغيرات سوق العمل الذي أصبح يُركز على مهارات الموظف سواء كانت إدارية أو تقنية. بالإضافة إلى ذلك إمكانية معرفة الجوانب التي تحتاج إلى تنمية إما من خلال الجانب العملي أو المعرفي، ولا يتم ذلك إلا من خلال المراجعة المستمرة لمُؤشرات قياس الأداء والتي تتكامل فيها مؤشرات أداء الموظف مع مؤشرات أداء الوحدة التي يعمل بها .

إنَّ التزام الموظف بمُؤشرات قياس الأداء في مؤسسته يعتبر استثمارا طويل الأمد في مساره الوظيفي بسبب تراكم المهارات المكتسبة من خلال تنفيذه للخُطط وبرامج التطوير المتوفرة والتي من شأنها صقل مهارات الموظف وخلق فكر مُتطور يُسهم في إنجاز مُختلف المهام.

تعليق عبر الفيس بوك