أخبار مزيفة ومعلومات مضللة عن تغطية الوجه لتفادي الإصابة بـ"كورونا"

5 خرافات حول ارتداء الكمامات.. وخبراء: لا غنى عنها للوقاية من "كوفيد- 19"

 

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

هل نغطي الوجه بالكمامة أم لا؟ هذا السؤال ليس مجرد سؤال عادي، بل قضية خلافية تسببت في اندلاع احتجاجات في بعض أنحاء العالم- وعلى الأخص في الولايات المتحدة- في ظل انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة على الإنترنت بخصوص وضع الكمامات على الوجه.

وفي العديد من البلدان الآسيوية، بات ارتداء الكمامات أمرًا شائعًا مع تفشي فيروس كورونا، لكن الأمر كان أقل من ذلك بكثير في بعض الدول الغربية، وفقًا لاستطلاع أُجري في أبريل الماضي. وفي الولايات المتحدة، أصبحت مسألة الكمامات قضية سياسية مليئة بالمشاحنات.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي مدير المعهد الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية "يمكننا القول بوضوح شديد إن ارتداء الكمامة مفيد بالتأكيد في منع اكتساب المرض وكذلك انتقاله".

وفي استطلاع حديث أجرته مؤسسة إيبسوس بالتعاون مع شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية، قال 89% من الأمريكيين- الذين شاركوا في الاستطلاع- إنهم يرتدون الكمامة الآن في الأماكن العامة. لكن الاستطلاع وجد أيضًا أن الديمقراطيين كانوا أكثر استخداما لها، حيث اختار 99% ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، مقارنة مع 79% من الجمهوريين أقروا بذلك.

ومع احتمال استمرار الجدل حول هذا الموضوع، رصد الموقع الإلكتروني للمنتدى الاقتصادي العالمي بعض الخرافات التي غالبًا ما يتم الاستشهاد بها لعدم ارتداء الكمامة، سواء كانت كمامةم طبية أم قماشية.

الخرافة الأولى: انخفاض مستويات الأكسجين وإعادة استنشاق ثاني أكسيد الكربون. فإذا لم تكن معتادًا على ذلك، فقد يكون ارتداء الكمامة غير مريح أو غير عادي، لكن ارتداء الكمامة لن يسبب تسممًا بثاني أكسيد الكربون أو نقصًا في الأكسجين. وأكد ذلك الدكتور ويليام شافنر أستاذ الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت في ناشفيل والمدير الطبي للمؤسسة الوطنية للأمراض المعدية، وقال إنها معلومة خاطئة والدليل على ذلك أن طاقم الجراحة يرتدون الكمامة بشكل روتيني لعقود من الزمن دون أن يتعرضوا للإغماء بسبب نقص الهواء.

حتى إن أحد الأطباء الأيرلنديين  ويدعى مايتيو أو تواثيل شرح عبر حسابه على "تويتر" كيف بقيت مستويات تشبع الأكسجين في الدم عند 99% بينما لم يرتد كمامة واحدة فقط، بل وضع ستة كمامات على وجهه.

لكن منظمة الصحة العالمية تنصح بعدم ارتداء الكمامة عند ممارسة الرياضة، إذ يمكن للعرق أن يجعل الكمامة تبتل بسرعة أكبر، مما يقلل من قدرة الفرد على التنفس بشكل مريح، كما قد يعزز نمو الكائنات الحية الدقيقة.

الخرافة الثانية: إذا كنت على ما يرام.. فلست بحاجة إلى كمامة!

خلصت دراسة أجريت في إيطاليا إلى أن 40% من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا لم تظهر عليهم أعراض. ويقول بحث آخر إن هذا "التفشي الصامت" قد يكون أكثر شيوعًا، مما يشير إلى أن أكثر من نصف عدوى كوفيد-19 ناتجة عن حالات بدون أعراض.

والآثار المترتبة على هذه النتائج تتمثل في أن الفرد قد يكون على ما يرام ظاهرياً، لكن ما يزال من الممكن أن يكون مصابًا بالعدوى.

الخرافة الثالثة: الكمامة لن تمنع المرض!

الغرض الرئيسي من ارتداء الكمامة هو منع انتشار كوفيد-19، خاصةً "في الأماكن العامة وعندما يكون الفرد بين أشخاص لا يعيشون في منزل واحد، ولاسميا عندما يصعب الحفاظ على تدابير التباعد الاجتماعي الأخرى"، بحسب ما يقول مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.

وبينما تساعد الكمامة في الحفاظ على مرتديها آمنين، إلا أنها تحقق منفعة أكبر وهي منع الآخرين من الإصابة بالعدوى، لاسيما إذا كان واضع الكمامة حامل للمرض وناشر له. كما تمنع الكمامات قطرات من الرطوبة التي قد تعمل كوسيط انتقالي للفيروس.

الخرافة الرابعة: إذا كنت تعاني من حالة نفسية، فلا داعي لارتداء الكمامة!

وفقًا للمعالجة النفسية في سان فرانسيسكو سوزان بابل، قد تؤدي اضطرابات القلق أو الخوف من الأماكن المغلقة أو بعض صعوبات الصحة العقلية إلى شعور بعض الناس بأن وضع الكمامات أمر مزعج. وكتبت بابل في مجلة "Psychology Today" إنه يمكن ربط العديد من الذكريات المؤلمة بالكمامات، فعلى سبيل المثال، يتعرض الأشخاص أحيانًا للسرقة أو الاعتداء من قبل شخص يرتدي قناعًا، أو ربما تحملوا إجراءات طبية مثل علاجات السرطان أو حملوا فيروسًا تطلب من الآخرين ارتداء الكمامات من حولهم.

وتنصح بابل الأشخاص بتحديد مصدر أي ارتباطات سلبية قد تتولد لديهم مع الكمامات، والعمل على "تعلم كيفية التحلي بالهدوء بما يساعدهم على تجاوز هذه الأوقات الصعبة".

لكن أي شخص يعاني من أمراض الجهاز التنفسي مسبقًا، بما في ذلك الربو، فلديه أسباب أكثر من غيره لارتداء الكمامة وفقًا للأطباء. ووصفت الدكتورة جينيفر أشتون، في حديثها ببرنامج "صباح الخير يا أمريكا"، فوائد ارتداء الكمامة بأنها "أساسية". وقالت إن حياة الجميع في خطر، والحل يتمثل في ارتداء الكمامة.

الخرافة الخامسة: ارتداء الكمامة يكفي.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن ارتداء الكمامة وحدها لا يكفي؛ إذ يظل التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية عاملين مهمين. وتؤكد المنظمة أيضا الحاجة إلى ارتداء الأقنعة القماشية بأمان، وأوضحت كيفية تنظيفها وحتى ارتدائها بشكل صحيح.

تعليق عبر الفيس بوك