تحذير.. نقص التنوع في التجارب السريرية يقوض اختبارات "لقاح كورونا"

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

عزز التقدم السريع والملحوظ الذي حققته اثنتان من الشركات المتنافسة على تطوير لقاح فعَّال ضد فيروس كورونا، الآمال في إمكانية ترويض الوباء بسرعة، لكن بعض الخبراء حذروا من خطر تقويض تجارب اللقاحات بسبب نقص التنوع بين المشاركين، وفق تقرير نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وفي الشهر الماضي، كشفت جامعة أكسفورد عن لقاح تعكف على تطويره مع شركة أسترازينكا على فيروس مستخرج من الشمبانزي أثار "استجابة مناعية قوية" لدى الأشخاص المشاركين في تجربة أولية. كما سجل مشروع لقاح منفصل، تشرف عليه شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية "مودرنا"، نتائج مشجعة من تجربة مبكرة على نطاق صغير.

وأثارت التجربتان البحثيتان- اللتان يشارك فيهما مجموعة من أكثر من 140 فريقًا مختلفًا يتسابقون من أجل العثور على لقاح لمُعالجة جائحة الفيروس التاجي- موجة من التفاؤل النادر خلال الأزمة، لكن التجارب تثير الدهشة ليس فقط لوتيرتها السريعة ولكن أيضًا لضيق نطاق التجارب.

ففي تجربة أكسفورد التي أجريت على أكثر من 1000 بالغ سليم، كان 91% منهم من البيض، وحوالي 5% من آسيا وأقل من 1% من السود. وشهدت تجربة مودرنا الأصغر عدداً، مشاركة 45 بالغًا، 40 منهم من البيض واثنان من المتطوعين السود فقط.

وينتقل مشروعا اللقاحين إلى مراحل أكبر وأكثر تقدمًا؛ حيث يلتحق مودرنا بـ30000 متطوع في مرحلته الأخيرة، بينما تجري أكسفورد المرحلة الثالثة من التجربة في الهند. لكن الافتقار إلى التنوع في التجارب المبكرة يُهدد بخلق "بقع عمياء" في تطوير لقاح لوباء أصاب الملايين، وقتل الأشخاص الملونين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وفقًا لأولواداميلولا فيانجو أستاذة الجراحة والباحثة في جامعة ديوك، وقالت "إنه أمر مخيب للآمال لأنهم من بلدان يوجد بها تفاوتات كبيرة على أسس عرقية". وأضافت "التنوع مهم لضمان عدم تعرض مجموعة من الناس لآثار جانبية ضارة. فقد يُعاني الأشخاص ذوو اللون غير المتناسب من أمراض مشتركة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، ونحن بحاجة لمعرفة كيفية تفاعل هذه العوامل مع أي لقاح. وأدركُ أنَّ الحصول على هذا اللقاح يمثل أولوية ملحة وكلنا نريده سريعًا، لكن لا يُمكننا قطع الطريق أمامنا لأنَّه قد يتم تفويت شيء ما. إنهم يتسببون في المزيد من الصعوبات لأنفسهم من خلال عدم تضمين التنوع منذ البداية."

وأظهرت الأبحاث أنَّ الأشخاص من خلفيات عرقية مختلفة يمكنهم الاستجابة بشكل مختلف للأدوية والعلاجات. إلى جانب العوامل الأخرى مثل العمر؛ حيث تقل الاستجابة المناعية للأشخاص مع تقدمهم في السن، وهذا عنصر مهم أيضًا.

وعلى الرغم من تشجيع حكومة الولايات المتحدة لإجراء عمليات متنوعة، إلا أنَّ تجارب الأدوية الأمريكية غالبًا ما يهيمن عليها البيض. ويشكل السود في المتوسط 5% من التجارب السريرية، أي أقل من نصف إجمالي عدد السكان في الولايات المتحدة. ويشكل اللاتينيون حوالي 18% من سكان الولايات المتحدة ولكنهم يمثلون 1% فقط في المتوسط بالتجارب.

وقالت مارجوري سبيرز المديرة التنفيذية لمؤسسة  Clinical Research Pathways، وهي مؤسسة خيرية تروج للجانب الأخلاقي في البحوث، إنه من "الضروري" أن تشمل تجارب اللقاح أعدادًا كافية من السود واللاتينيين للمساعدة في كبح المرض الذي انتشر بين الأقليات. وأضافت "إذا فشلنا في التجربة على الأقليات، فإننا نخلق تفاوتًا صحيًا جديدًا لأنَّ الأقليات ستستمر في المُعاناة من الفيروس إذا لم يتم حمايتها بلقاح".

لكن سبيرز أضافت أنه غالبًا ما يكون من الصعب على شركات الأدوية القيام بذلك؛ حيث يتعين عليها التواصل بنشاط وإعادة بناء العلاقات المتوترة مع مجموعات معينة. وقالت "بعض الأقليات لا تثق في الباحثين، فلدينا تاريخ طويل ومؤلم من الانتهاكات البحثية بين السكان السود واللاتينيين".

واقترح سبيرز أن شركات الأدوية يمكن أن توظف المزيد من الموظفين السود واللاتينيين للمساعدة في هذا الجهد. وفي غضون ذلك، يمكن للباحثين والمجلات الطبية ضمان "الشفافية الجذرية" من خلال شرح محاولات إنشاء مجال متنوع من المشاركين، وفقًا لفيانجو.

تعليق عبر الفيس بوك