"كورونا" ثالث سبب للوفاة بالولايات المتحدة.. وخبراء: أمريكا فشلت في احتواء الوباء

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أظهرت تقديرات أن الوفيات الناجمة عن مرض "كوفيد- 19" تأتي في المرتبة الثالثة من حيث نوع الوفيات في الولايات المتحدة، ما يعني أن وباء كورونا يقضي على الأمريكيين بعد السرطان وأمراض القلب، وفقا لما نشره موقع "هيلث لاين" الأمريكي.

وحتى الآن، توفي أكثر من 155000 شخص في الولايات المتحدة بسبب كوفيد-19  في 5 أشهر فقط. وتشير تقديرات جديدة لمصدر موثوق من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن عدد الوفيات الأسبوعية في الولايات المتحدة قد يصل إلى 11000 بحلول نهاية أغسطس. وبهذه الوتيرة، يقول الخبراء إن المرض الفيروسي في طريقه ليصبح ثالث سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة في عام 2020.

وتظهر أحدث إحصائيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن حصيلة الوفيات المتوقعة من فيروس كورونا المستجد تأتي في 2020 بعد السرطان وأمراض القلب، وربما يتجاوز الوفيات العرضية.

وقال الدكتور ويليام شافنر خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت بولاية تينيسي، لموقع "هيلث لاين" الأمريكي "إنه أمر مذهل". وأضاف "هذا هو التغيير الديموغرافي الأكثر لفتا للنظر منذ فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)".

وتشير أحدث التوقعات إلى أن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح بسرعة. وكشفت "ياهو نيوز" مؤخرًا عن وثيقة داخلية لمراكز السيطرة على الأمراض بتاريخ 28 يوليو. وتتوقع أن يصل عدد الضحايا في الولايات المتحدة بسبب كوفيد-19 إلى 180000 بحلول 22 أغسطس.

وقبل أيام قليلة فقط، أصدر باحثون في معهد القياسات الصحية والتقييم (IMHE) بجامعة واشنطن أحدث تقديراتهم بشأن وفيات كوفيد-19، فبناءً على التوقعات الحالية، من المحتمل وفاة 230 ألف أمريكي بحلول الأول من نوفمبر.

وقال الدكتور علي مقداد أستاذ الصحة العالمية في المعهد "لسوء الحظ، هذا هو المسار الذي نسير فيه". وأضاف "لقد خففنا إلى حد كبير بعض تدابير التباعد الاجتماعي لدينا لأن هناك قلقًا كبيرًا بشأن الاقتصاد، ووبعض الدول أعادت بعض هذه الإجراءات، لكنها لا تكفي لاحتواء الفيروس لأننا جميعًا عرضة للإصابة". واستكمل حديثه قائلا: "هذه ليست مجرد أرقام، هؤلاء هم الأحباء وأفراد الأسرة والعمال الأساسيون الذين يدعمون اقتصادنا".

ولا يزال المؤرخون الطبيون يدرسون مصدر وباء إنفلونزا عام 1918 لمعرفة المزيد عن أثر ارتفاع عدد الوفيات على المجتمع.

وقالت الدكتورة ماري ويبل المؤرخة الطبية وأستاذ مساعد في قسم التاريخ في جامعة بيتسبرج في بنسلفانيا "متغيرات في ذلك الوقت، ففي الفترة من 1918- 1919، انحسرت الإنفلونزا الموسمية في نهاية المطاف من تلقاء نفسها، لكن كل ما أفهمه حول وضعنا الحالي أن اختفاء كوفيد- 19 من تلقاء نفسه أمر مستبعد". وأضافت "شيء واحد يجب مراعاته وهو أننا ما زلنا في منتصف الطريق، وأن بعض الآثار من حيث سبب الوفاة لن تكون واضحة لبعض الوقت". وواصلت حديثها قائلة "قضينا شهورا معدودة فقط مع مرض فيروس تاجي جديد تماما، ولا يوجد تجارب سابقة مماثلة يمكننا الارتكاز عليها".

وقال شافنر: "إذا لم تكن جميع البيانات واقعية بما فيه الكفاية، فإنها تستدعي الانتباه مرة أخرى. للأسف العميق، لا نزال نفتقر في أمريكا إلى استراتيجية وطنية للسيطرة على هذا الفيروس". وأضاف: "لن نتحكم في هذا الفيروس حتى نتمكن جميعًا من أن نكون على اتفاق. وقادتنا لا يفعلون شيئًا".

كما قال مقداد "لم نقم بعمل جيد حتى الآن لاحتواء الفيروس، وعلينا أن نتحلى بالحذر الشديد، لا يمكننا تحمل هذا المستوى من الوفيات". وتابع: "إنه أمر محبط للغاية عندما تضع هذه التوقعات جانبا... علينا نطلب من الناس ارتداء الكمامات... يمكننا إنقاذ الأرواح وإنقاذ اقتصادنا إذا اتخذنا الخطوات الصائبة".

تعليق عبر الفيس بوك