مواجهة الوباء الخبيث

علي بن بدر البوسعيدي

من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي، فالواضح أن وباء "كورونا" لا يزال بيننا ولم يرحل بالكامل عن أي دول حتى الآن، لكننا الآن نتتبعه في بلادنا الغالية عُمان، وثمة تساؤل كبير مطروح حول الكيفية التي تتزايد فيها أعداد المصابين، رغم أن الحكومة الرشيدة اتخذت منذ الوهلة الأولى لهذه الجائحة الإجراءات اللازمة، بدءا من صدور تعليمات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإنشاء لجنة عليا لمتابعة هذا الداء المتفشي.

ومن جهتها، قامت وزارة الصحة رغم هذا الوضع الصعب للغاية، ببذل الكثير من الجهود من حيث توفير كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الجائحة، بدءا من إيجاد الأماكن الضرورية للمرضى، وأيضا توفير برامج علاجية في ظل عدم توافر علاج محدد لمرضى كوفيد- 19، فضلا عن الجهود الكبيرة من الطواقم الطبية من أطباء ومساعدين وممرضين وممرضات، وغيرهم الكثير، وكل من هو في الصفوف الأولى لمواجهة هذا المرض، والذين يتحتم علينا مساعدتهم ودعمهم بشتى الطرق.

علينا أن ندعم كل القرارات والإجراءات للمساعدة في الحد من انتشار "كورونا"، ذلك الوباء الخبيث، خاصة وأن أي تزاحم بين الناس يفضي بدرجة كبيرة إلى انتشاره، ولذا يجب علينا اتخاذ كافة الاحترازات التي تقلل من انتشاره، بل وحصره في نطاق ضيق جدا، وعلينا أن نتعاون مع استمرار تسجيل المزيد من الإصابات بصورة يومية. فالجميع يعلم ويطلع على الإحصاءات الخاصة بهذا الوباء، سواء حول العالم أو في السلطنة، حيث إننا في السلطنة نسجل من 1- 10 وفيات يوميا في المتوسط، إلى جانب أن الإصابات بلغت أكثر من 80 ألفا، منذ تفشي الوباء.

من هنا نقول إنه يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة والمقررة من قبل اللجنة العليا، ونشيد بقوة بما أقرته اللجنة العليا يوم الأربعاء باستمرار قرار منع الحركة مع تعديل في موعد بدءه، حيث يبدأ سريان القرار الأسبوع المقبل عند الساعة التاسعة مساء، وحتى الخامسة فجرا، وهو ما يعني استمرار الحد من التجمعات الليلية خاصة بين الشباب والعائلات في المنازل، وكذلك المراكز التجارية ومراكز التسوق.

ومثل هذه الإجراءات تسهم في الحد من انتشار العدوى، ومن ثم محاصرة المرض، والسيطرة عليه، علاوة على تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية.

لكننا في الوقت نفسه نناشد إخواننا المواطنين مساعدة الحكومة من خلال اتباع الإجراءات المقررة من اللجنة العليا، وعلى رأسها عدم التجمع، والمكوث قدر الإمكان داخل المنزل، وفي حالة الخروج للضرورة يتعين ارتداء الكمام، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، والأهم من ذلك الحرص على التباعد الجسدي.

وكل ذلك ليس للتضييق على الناس، ولكن لأن هذا الوباء لا لقاح له حتى الآن، ولا دواء، فإنه يتعين على كل فرد في المجتمع أن يتخذ الاحتياطات اللازمة، والتوجه لأقرب مركز صحي بمجرد ظهور أية أعراض عليه، فضلا عن ضرورة أن يلتزم كل من أُمر بالعزل الصحي بذلك، فضلا عن تطبيق الحجر الصحي على القادمين من الخارج وأن يلتزموا به تمام الالتزام.

إن التزامنا وتقيدنا بالتعليمات من شأنه أن يزيح هذا الوباء عنا وأن ينقشع ويتلاشى، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها..