أدب الطفل العماني.. إلى أين وصلنا فيه؟

عبدالله الفارسي

 

يعد أدب الطفل من أبرز الجوانب التربوية التي تساهم في تنمية مواهب الأطفال وتسمو بعقلياتهم، وتهذب أرواحهم وتعلو بوجدانهم، وكل أدب يخاطب عقلية الطفل ويداعب وجدانه سوى القصص القصيرة أو الحكايات أو الأناشيد أو الرسوم تدخل ضمن ما يسمى بـ"أدب الطفل".

حقيقة الأمر أني فوجئت بمجلة إلكترونية رائعة أرسلها لي صديق عن طريق الصدفة، وتعنى بأدب الطفل العماني بشكل تربوي رفيع جدا وراقٍ للغاية.

برهتني المجلة، بهرني إعدادها، وجذبني إخراجها، وشدني أسمها الباهر واللافت، إنها: "مجلة مرشد"؛ اسم عماني أصيل، وعنوان وطني عميق. إنها فعلا منارة إرشاد وتوعية للطفل العماني، وغذاء لعقله وروحه.

المجلة عمانية الهوية، عمانية المنشأ، عمانية النكهة كجبل عماني أشم، يحمل رائحة الوطن، ورسوخه، وثباته، وجماله، وشموخه.

تواصلت مع صاحب المجلة ورئيس تحريرها الأستاذ الرائع والصحفي اللامع حمود الطوقي، أُهنئه على هذا المشروع المميز، وهذا العطاء الرفيع.

استطاع الأستاذ حمود الطوقي أن يسلط الضوء على مجال مفقود لدينا، ونقطة بعيدة كل البعد عن اهتماماتنا، إنه مجال أدب الطفل.. فكم نحن بحاجة إلى دعم مثل هذا المشروع التربوي العقلي الفريد، إنه مشروع مستقبلي، إنه بناء واستثمار عقلية الطفل وإعدادها للمستقبل، إنه الاستثمار البشري الحقيقي، إنه زرع وغرس بذور الفكر والعلم والثقافة في أفئدة النشء.

أذهلني جمال المجلة ومضمونها وطريقة إخراجها؛ وهو دليل على حب هذا الرجل لهذا الوطن وحرصه الشديد على الحفاظ على ثقافة الوطن وقيمة ومبادئه من خلال غرسها في أرواح أهم وأخطر فئة في المجتمع، بطريقة جميلة ممتعة، ومشوقة وجاذبة.

فأين وزارة التربية والتعليم والتي يُفترض أن تكون المسؤول المباشر عن تنمية ثقافة الطفل ومتابعة تطوره العقلي والفكري، من خلال دعم مثل هذه المشاريع الخلاقة والأفكار التعليمية التعلمية الرائدة؟

أين وزارة الإعلام ووزارة التنمية الاجتماعية من مساندة مشروع فريد وعظيم وأخلاقي كهذا المشروع الذي يتبناه الأستاذ حمود الطوقي لوحده، وبجهوده الذاتية الخالصة منذ أربعة أعوام؟ لماذا لا يُلتفت إلى هذا الرجل؟ لماذا لا يلتفت إلى جهده وعطائه التربوي الفكري الرائد في منطقة الخليج العربي وربما في منطقة الشرق الأوسط بأكملها؟

أتمنى من وزارتي التربية والإعلام ومعهما التنمية الاجتماعية، الالتفات إلى هذا المشروع الثقافي والأدبي المميز، ودعمه من خلال قنواتهم العديدة وإمكانياتهم الكبيرة، حتى نتمكن من النهوض بأدب الطفل وترسيخه، ورفعه، وتثبيته في عقول النشء وأولياء الأمور والمهتمين بشؤون الطفل في هذا الوطن.

اتمنى أن تضع كل مؤسسات الدولة يدها في يد الأستاذ حمود الطوقي، للنهوض بأدب الطفل العماني وتعزيزه وإنضاجه.

والنتيجة الخاتمة ستكون إنتاج جيل متفتح ناضج وقارئ، جيل واعٍ ومدرك لطبيعة الحياة من حوله، مستوعب للواقع الذي يعيش فيه، حريص على بناء عقله وجسده، لأجل أن يكون الطفل العماني في المستقبل مواطنا صالحا، مخلصا لهذا الوطن، عاشقا لهذه الأرض تاريخا وإرثا، وثقافة وفكرا.

شكرا للأستاذ حمود الطوقي، أمثالك هم من يستحقون التقدير والتكريم؛ لأنكم لا تفكرون في أنفسكم مطلقا، وإنما تحرقون أعماركم كشموع عظيمة لأجل إنارة هذا الوطن ووتنوير عقول أبناءه.