279 ألف رأس في السلطنة.. وأكثر من 9000 رأس مخصصة للسباقات

"علوم الإبل" تؤكد أهمية الثروة الحيوانية في دعم وتحقيق الأمن الغذائي

مسقط - الرؤية

انطلقتْ، صباح أمس، بوزارة الزراعة والثروة السمكية، أعمالُ الندوة العلمية الثانية لعلوم الإبل 2020، تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الزراعة والثروة السمكية.

وعُقِدت الندوة عبر تقنية الاتصال المرئي؛ حيث شهدت تقديم 14 ورقة عمل من متخصصين من داخل السلطنة والخليج ودول العالم، بتنظيم من وزارة الزراعة والثروة السمكية ومجلة "عالم الهجن"، وبالتعاون مع دائرة ميدان البشاير للهجن العربية والجمعية الدولية لعلوم الإبل، إضافة لشراكة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة المهتمة بمجال الإبل. وتستهدف الندوة مربي وملاك الإبل والمتخصصين، وتهدف أيضا لجذب عدد من العلماء والمتخصصين لمناقشة أمور الإبل لتحفيز الاهتمام بها، وترويج إسهامات العلماء في تطوير قطاع الإبل، والمساهمة في نشر البحث العلمي، وتأسيس القواعد والأسس في مجال تعليم وتدريب قطاع الإبل والتعريف بالنواحي الصحية والعناية بالإبل، وأيضا تحفيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات والمؤسسات المهتمة ببحوث الإبل. وتستمر الندوة ليوم واحد مقسم إلى فترتين: صباحية مخصصة لملاك ومربي الإبل باللغة العربية، والفترة المسائية للمتخصصين.

وألقى الدكتور حمود بن درويش الحسني مدير عام الثروة الحيوانية، كلمة الوزارة؛ قال فيها: إنَّ الإبل تُعدّ رمزًا أصيلاً لحياةِ الصحراء وإنسان شبه الجزيرة العربية؛ حيث حضرت بقوةٍ في تفاصيل حياته اليومية وارتبطت بتاريخه على مر العصور، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه حين قال: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت" صدق الله العظيم. وأضاف الحسني أنَّ الإبل أصبحت محل اهتمام المعنيين بالثروة الحيوانية في السلطنة، وهناك العديد من الجهات التي تعمل على رعايتها وتطوير قطعانها، مشيرا إلى أنَّ من بين تلك الجهات وزارة والثروة السمكية ودائرة ميدان البشائر للهجن العربية والخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني وجامعة السلطان قابوس والاتحاد العماني لسباقات الهجن وغيرها من الجهات.

 وكشف الحسني أن تعداد إبل التربية حسب تقديرات الوزارة في العام 2019 يصل إلى حوالي 279 ألف رأس، فيما يبلغ تعداد الإبل المخصصة للسباقات أكثر من 9000 رأس. وأوضح أن الوزارة قامت بتحصين وعلاج 404507 رؤوس من الإبل؛ وذلك من خلال العيادات البيطرية الحكومية الثابتة منها والمتنقلة.

وأشار الحسني إلى أنَّ إقامة هذه الندوة جاءت استكمالاً لأعمال الندوة العلمية الأولى لعلوم الإبل، والتي تم تنظيمها في العام 2018 في رحاب جامعة السلطان قابوس؛ حيث تهدف الوزارة ومجلة "عالم الهجن" من إقامة هذه الندوة إلى الارتقاء بكافة علوم الإبل وتحديثها بشكل مستمر، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة ونقل الخبرات المتجددة لملاك الإبل ومضمريها، إلى جانب تبادل التجارب وزيادة المعارف والخبرات المهنية؛ من خلال عدد من الأكاديميين والخبراء الذين قدموا 14 ورقة علمية إلى العديد من المحاور ذات العلاقة بالإبل، والتي تتمثل في صحة الإبل وأمراضها، والمستحضرات البيطرية واستخداماتها، والسلالات والجينات، إضافة إلى تغذية الإبل وتربيتها. 

وقدم المهندس أحمد بن ناصر الجنيبي المحرر العام لمجلة "عالم الهجن"، كلمة؛ قال فيها: "عرف العرب منذ القدم أهمية الإبل؛ فكانت رمزا للغنى والقوة والثراء والعزة؛ فهي أيقونة الصحراء وموروث الأجداد والأسلاف؛ فقد كانت للغذاء مورد، وللكساء مقصد، وللمسافر معبر، وتشهد دول الخليج خاصة اهتماماً كبيراً بالإبل ماضياً وحاضراً، من خلال ميادين الهجن الخاصة بالسباقات والمراكز البحثية المتخصصة بإجراء البحوث العلمية الخاصة بالإبل، كما تحرص مؤسسات وشركات التغذية حالياً على إنتاج منتجات الإبل كالحليب؛ فالإبل ليست جزءاً من الموروث  الشعبي فقط بل هي مصدر اقتصادي لإنتاج الحليب واللحوم ولها دورها في تحقيق الأمن الغذائي".

وأكد الجنيبي أنَّ هذه الندوة تنعقد في نسختها الثانية لتبرز أهمية ثروة الإبل ومكانتها في العلوم والاقتصاد والامن الغذائي؛ حيث يمكن من خلال نتائج الدراسات والبحوث، الانطلاق نحو تصنيع الادوية الطبية والمكملات الغذائية والعديد من منتجات الألبان واللحوم، وكذلك المنسوجات والتحف؛ من خلال شراكات جادة بين الحكومة والقطاع الخاص.. وقال: "لا يجب أن نكتفي ببيع حليب الإبل في قارعة الطريق، ونتخلص من جلودها في المرادم المخصصة، بل حان الوقت لأن تكون هذه الثروة مستغلة بطريقة منهجية تعود بالنفع الاقتصادي على الدخل المحلي وتحقق الرفاهية لمربي الإبل وملاكها".

وقدَّم أوراق العمل المشاركون من الوزارة والجمعية الدولية لعلوم الإبل وجامعة الشرقية والخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني ومؤسسة أبوعلي المدني، وتناولت الندوة 4 محاور رئيسة؛ شملت: صحة الإبل وأمراضهاـ والمستحضرات البيطرية واستخداماتها، إضافة إلى تغذية الإبل وتربيتها، والسلالات والجينات.

تعليق عبر الفيس بوك