.. فلنتكاتف

 

◄ نجاح أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في تجاوز "كورونا" تم من خلال الرهان على وعي الشعب

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

يحل علينا عيد الأضحى المبارك وهو ليس كسائر الأعياد الماضية حينما كانت الزيارات العائلية والرزحات الشعبية والشوي العماني تمثل بعضا من مباهج العيد وما أكثرها يحل علينا هذا العيد وعمان رفقة العالم تكافح ضد فيروس كورونا الذي أزهق أروحا غالية وأمرض أجسادا عليلة وعطل مصالح كثيرة ولخبط حسابات عديدة فبعد كل هذه الرسائل أليس هناك عقل لبيب وقلب رحيم وفكر رشيد لأولئك المستهترين الذين يرمون أنفسهم والآخرين في التهلكة ويكونوا عرضة للإصابة بهذا الفيروس من خلال عدم الالتزام وضرب التعليمات بعرض الحائط.

 والقرارات التي اتخذتها اللجنة العُليا مؤخرا ومنها منع التجوال خلال الفترة المسائية والإغلاق التام ما بين المحافظات كلها قرارات تهدف في المقام الأول لمكافحة هذه الجائحة التي تمر بها دول العالم ومن ضمنها السلطنة، هناك من يختلف وهناك من يتفق فيما يتعلق بتوقيت صدورها ولكن بعد أن وصلنا لهذا العديد الكبير من الإصابات والوفيات كان لابد من تطبيقها فالمصلحة أصبحت واحدة والقرارات في صالح الجميع دون استثناء لاسيما وأنها جاءت في توقيت مناسب ودراً للتجمعات في مثل هذه المناسبات الاجتماعية وهنا يجب الاستفادة من درس عيد الفطر المبارك عندما سهلت القيود قليلاً وبعدها حصل ما لم يكن في الحسبان حينما استهترت فئة  على حساب الملتزمين مما أدى لارتفاع أعداد المصابين وازدياد عدد الوفيات .

"أنتم العين الثالثة لنا، وندعوكم للتبليغ عن المخالفين للقرارات، كلنا شركاء في هذه المعركة، وأنتم أكبر رصيد لنا" مقولة استوقفتني لوزير الصحة خلال المؤتمر الصحفي الأخير وهو يضع الرهان على وعي الشعب في اجتياز عقبة هذه الجائحة واستغرب هنا في ظهور مخالفات كثيرة بشأن تجاوزات عديدة من المصابين تم رصدهم من خلال نظام رصد بلس فأين هو تحيكم العقل والمنطق هنا بالنسبة للمخالفين؟! وما نجاح أكبر دولة في العالم من حيث التعداد السكاني مثل الصين في تجاوز هذا الفيروس إلا من خلال الرهان على وعي الشعب وهو ما حصل حينما تجاوزت هذه المحنة بنجاح منقطع النظير كان بطلها الشعب نفسه فلماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين، والعمانيون معروفون منذ الأزل بحسن بصيرتهم وترابطهم ووحدتهم واتباعهم التعليمات في جميع المحافل الخارجية منها والداخلية فلنتكاتف والبدار البدار من أجل عمان وصحة شعبها البار.

لن أزيد وأطيل يكفي القارئ الكريم ما يسمع ويشاهد ويقرأ من أخبار عن هذه الجائحة بل أصبحت الأغلبية تمر مرور الكرام على الإحصائية اليومية بعدما كلَّ القلب وتعب من تداولها، نهنئكم بعيد الأضحى المبارك وعسى تنجلي هذه الغمة ويلطف الله بهذا البلد ونسمع أخبارا قادمة جميلة تبهج القلب وتسعده.