عائض الأحمد
افعلها الآن لا تنتظر الغد.
يقولون: من يُعطي لن ينتظر أحداً، ولن يلومك على شيء، فقد اعتاد أن يهب ما لديه ويرحل دون أن ينظر ماذا فعل الآخرون. أما من اعتاد أن يأخذ، فحاله كمن ينتظر دواء لا وجود له ولن يأتيه، فعظمت أنانيته، لظنه بأنَّه يستحق كل شيء دون أن يسدي غيره معروفًا يُذكر به عند الحاجة.
الحياة هبة الله، كما هو الشقاء، كما هي الابتسامة. قد يسعدك موقف لا تكلُّفٌ فيه ولا مراء، وقد تشمئز من كل هذا عندما ترى تعالي الإنسان وجبروته وصخبه، وكأنه حي لا يموت أبدًا.
من يُعطي يجد لذة عطائه، في سرور الآخرين، يصفه من شعر بلذته، وجعله أسلوب حياة يتنفسه أينما حل وطال به مقام. وقد يظن البعض بأنه في المال فقط، ونحن لا نعلم بأن البحر أوسع وأعمق، وأكثر خيراته لا ترى على سطحه.
لدينا الكثير لنقدمه، لنبحث عن معاني الحب التى تسكن دواخلنا ونطلقها لتباري أجمل الطقوس الإنسانية، لتسرح في فضاء الحب الكامن، ونستنهضه فيعود سيرته وفطرته، ليس لأنك إنسان، وإنما لكون العطاء أقرب طرق التواصل وأسهلها دون مِنَّة أو شكر.
يقول أحدهم: فماذا عن الجهات الاعتبارية والمؤسسات الحكومية وما يتبعها عندما تُسلط كل أجهزتها بغية الحصول على دعم دون المساعدة في إسداء معروف منتظر لم نشاهده أو نكاد نسمع به، حينما كان الحديث ماذا قدمتم؟ وماذا نستحق؟ ومن أولى بمَن؟.
مهما كان وضعك أو حاجتك ستظل فردًا يكمل جماعة لا محالة، فدع شيئًا دائمًا، حتى لو لم تقصد ذلك، لعله يجلب لك الكثير، فتُرضي به نفساً تواقة ونفساً أرهقها الشح.
هل تذكر عندما كنا نناقش قضايا "العشرين" أيام الصبا، ماذا حل بنا هل توقف الزمن أم أنها انتقلت معنا بعد "الخمسين" وهل للعطاء دور كنا نجهله؟
كان يقول متلمسًا عطاء مفقودا "غابت خمسة عقود، ثم أتت دون وعود، هكذا اقتحمت عالمك دون قيود، لم أكن أحلم بك يومًا، ولم يدر في خلدي كيف لك أن تكوني هنا، أي عطاء وهبتنيه، من يعطي شيئاً ينساه، فكيف لي أن أذكر الآن".
ومضة:
لا جدوى من التساؤلات؛ لن أتحدث نفس اللغة لكي تفهمني.
يقول الأحمد:
السعادة أن تعيش كما تُريد أن تكون وليس كما يتمنى الآخرون.