قادة سطّروا التاريخ

 

 

العقيد الركن بحري سالم بن عبيد بن خميس العبري كان مرافقاً عسكرياً للسلطان قابوس في مطلع الثمانينات

 

ناصر العبري

 

كانت بداية عصر النَّهضة المباركة بقيادة باني عُمان الحديثة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مليئة بالصعوبات والتحديات إلا أن الفكر السامي استطاع أن يتغلب على تلك الصعوبات والتحديات.

أذكر منها توحيد الصفوف الداخلية ودحر تلك الفئة المتمردة في جبال ظفار، وبثقة جلالته رحمة الله عليه بالقادة العسكريين والأمنيين تم دحر والتخلص وتطهير جبال ظفار من تلك الفئة المتمردة. ومن الواجب أن نتناول سيرة ولاء القادة الذين شهدوا الذاكرة ونذكر بهم الجيل الحالي من خلال سلسلة مقالات قادمة.

العقيد الركن بحري سالم بن عبيد بن خميس العبري أحد القادة المخلصين الذين تخرجوا في مدرسة أعز الرجال وأنقاهم، أحد كبار الضباط المساهمين في إنجازات السلطنة في الجانب العسكري من بداية فجر عصر النهضة المباركة وفي أنحاء السلطنة طول تلك الحقبة المشرفة من الزمن وحتى هذه اللحظة، لما يُمثله من مثال وقدوة للجيل الحالي وللأجيال القادمة؛ ونموذجاً للبذل والعطاء والالتزام للوطن وسلطانه المفدى وللشعب العماني الأبي.

التحق العقيد الركن بحري متقاعد سالم بن عبيد العبري بالجيش السلطاني العماني في منتصف الستينات ليبدأ بذلك مشوار حياته العسكرية وليرتقي رتب ودرجات هذا السلم والتسلسل العسكري. وحظي بالمُوافقة السامية على رتبة ضابط في الجيش السُّلطاني العُماني في بداية السبعينات. وقام خلالها بالمشاركة في العديد من المعارك في حرب تحرير جبال ظفار إلى جانب العديد من المهام والواجبات والإنجازات في حفظ أمن وسلامة هذا الوطن الغالي. ونال العقيد الركن متقاعد سالم بن عبيد العبري، رضا المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس، ذلك بأن يكون مرافقاً عسكرياً لجلالته في مطلع الثمانينات وهي من أهم الفترات في تاريخ النهضة الحديثة لعُمان، لما شهدته من تغيير وتطوير للبنية التحتية وتأسيس الركائز والأسس في شتى المجالات، ولما تخللته من اهتمام بالغ من جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمة الله عليه، بجميع القطاعات والإشراف عليها وزيارتها وزيارة المواطن العماني في جميع أنحاء السلطنة، ولما للمرافق العسكري في تلك الفترة من مهام وواجبات بين القائد الأعلى وقواته المسلحة وذلك بين السلطان وشعبه وهي مرحلة مهمة مرت على العقيد الركن متقاعد سالم العبري في حياته المهنية والعملية.

وبعد هذا الدور، تقلد العبري العديد من الرتب والواجبات منها ملحق عسكري في السفارة العُمانية بلندن، وكذلك كبير الضباط العمانيين في البحرية السلطانية العُمانية، إضافة إلى توليه منصب مدير التوجيه المعنوي والعلاقات العامة برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة. بعد ذلك شغل منصب الممثل العسكري لوزير الدفاع معالي السيد فهر بن تيمور آل سعيد رحمة الله عليه. وخلال تلك المسيرة كان للعقيد سالم العبري العديد من الإسهامات سواء على المستوى العسكري والمهني أو على المستوى المحلي والمجتمعي.

الأكثر قراءة