علي بن بدر البوسعيدي
ألا حان الوقت أن نُلملم حالنا كمجلس تعاون لدول الخليج العربية، ونترك خلاقاتنا جانبا، ونعود كما كنا سابقا، بل أفضل من ذلك، لنكون قوة تُحسب لنا؟!! أمَّا الآن، وعلى وضعنا الحالي، بعد استبعاد إحدى دول الخليج الستة؛ أصاب مجلسنا الضعف والوهن، والتلاطم في بحر لُجيٍّ ليس له أول أو آخر، في ظلمة دامسة، كما أن دولا لم تعد تحسب لنا حسابا كما السابق، بل همنا الآن إيجاد الفرقة فيما بيننا، لكي يتم الانقضاض علينا دولة بعد أخرى، كما أن هذه الحالة تُبقِي التوجُّس من المستقبل القادم.
أصبح الآن خوفنا من وضع أجيالنا اللاحقة، وكيف ستكون عيشتهم هنية كما كانت منذ عام 1981م، بعد أن كانت فكرة فقط، وتحولت إلى واقع وحقيقة، وكم كانت المشاريع العامة قد بدأت كذلك، وأوجدت قوانين تخص كل مواطني دول الخليج كتوحيد الطاقة الكهربائية، وإيجاد خط السكك الحديدية المشترك، ومشاريع تنموية لا تعد ولا تحصى؛ مما كان يصطبغ بالإلفة والتلاحم والتماسك والتعاون، ومن أمثلة التعاون التي من الواجب التطرق إليها: استخدام جواز سفر موحد والعملة الموحدة.
لكن تبخرت هذه الأمور نتيجة التفرُّق الذي حصل، كما أنَّ الاتفاقيات المشتركة البينية بين دولة وأخرى أو اتفاقيات مع دول خارج دول الخليج، يكون مجلس التعاون على اطلاع بها، كما أنَّ التجارة مع دول خارج المجلس، فإن أمانة المجلس تكون على عِلم بذلك، وكذلك إذا عرَّجنا على المنهج الدراسي فسوف يُعمم على جميع دول الخليج، ويمكن استخدام نفس المنهج.
من هُنا نقول، إنَّ هذا التشرذم لا يُفيد دول الخليج مجتمعة؛ فعلى سبيل المثال: الملاحة الجوية حاليا قد أصابها إرباك وخلل؛ نظرا لتحويل مسارات الطائرات إلى مسارات أخرى، وأصبح من الصعوبة السفر والمسافات أطول! وقد كانتْ هناك محاولات كثيرة من السلطنة ودولة الكويت الشقيقة للوساطة فيما بين قطر من ناحية والإمارات والسعودية والبحرين من جانب آخر، وفي وقت لاحق كان هناك اتفاق مبدئي، ولكن في النهاية أشعرت الإمارات السعودية بعدم مُوافقتها على الوساطة. ومن هُنا أوقف الأمر، وبقيت الأحوال كما هي، بل أسوا، وإذا ما رجعنا إلى الوراء عند مقاطعة دولة قطر، والذي تمَّ في شهر رمضان المبارك، الشهر الذي أساسه الود والصفح والتعاون. من هنا، من المناسب جدا مواصلة التقريب بين الأطراف لعودة دول الخليج كما كانت في تعاونها وتآزرها من أجل شعوبها، لا سيما وأنَّ هناك لقاءات وحوارات ومؤتمرات تعمل من أجل جميع شعوب الخليج، وطالما وُجِدت هذه الأسس، فإن شعب الخليج سيكون في أمن وأمان وتعاون أمثل، وعلى كل يقال: "في الوحدة تكون القوة".