ضجيج الانتخابات.. المُربع الأول!!

المعتصم البوسعيدي

تَشهدُ الساحة الرياضية العُمانية حديثًا لا يزال في البداية عن انتخابات اتحاد كرة القدم، والتي تُمثِّل الهالة الأكبر عن بقية انتخابات الاتحادات الأخرى؛ نظراً لشعبية المستديرة، وما يحيط بها من اهتمام ومتابعة واسعة على كافة الأصعدة.

لا رَيْبَ أنَّ انتخابات كرة القدم -كالعادة- يلفُّها ضجيجٌ يبدأ باستحضار الحالة الكروية المحلية؛ من خلال إنجازاتها ومسابقاتها ومقارناتها وشخوصها، والعديد من الملفات الساخنة، وهذا طبيعي وصحي لحد بعيد، لكن الحلقة التي تدور في أفلاكها جميع المحاور تعيدنا إلى المربع الأول الذي يشغله تساؤل يتعلق بمدى نجاعة الانتخابات في المشهد الكروي العماني، مع تشعُّب الآراء بين الرضا وعدمه، والقبول والرفض، ووجود منطقة رمادية تجمع التحفظ ومبرراته.

لن نختلف على ضرورة ممارسة الانتخابات كثقافة واعية تشاركية، تتيح للحكومات الدفع بالمجتمع نحو تحقيق نوع مهم من المواطنة، وقد يرى البعض أنَّ هذا يقود أحياناً إلى استغلال هذه المواطنة في استثمار تقاطع المصالح وتبادل المنافع، إلا أنَّ المشهد الانتخابي في عمومِه يمضي وفق ذات المسار حتى يخفُت دون نهاية مطلقة مع نضوج التجربة وتجويد النصوص والمعالجات القانونية والإدارية والمالية، وارتفاع منسوب إدراك المترشح والناخب، وقوة الجمعيات العمومية.

إذن.. ما الذي قد يستجد في هذه الانتخابات وكل المؤشرات تقودنا للمربع الأول، علاوة على الوضع الاقتصادي الصعب وما تفرضه الظروف الحالية. وفي تصوري الشخصي أرى المخرج الحقيقي -دائماً وأبدا- يقع على عاتق الناخب والمتمثل في الأندية وتقديرها للمرحلة الحرجة ومتطلباتها، وعلى المترشح تفهمه لأمانة المنصب ومصلحة البلد، وهذا المخرج تعززه الصورة الذهنية التي بدأت تتضح وتتشكل لنهضة عُمان المتجددة، تلك التي ترى في إرث السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مسؤوليةً كبيرةً لمواصلة البناء والتطوير وتسريع عجلة النمو في كافة القطاعات -والرياضة قطاع مهم- حتى مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فلا مجال لتصعير الخد وكفت الأيادي.

لا أظن أنَّ خبايا الرياضة غائبة عن الجميع، فقط هي النقاط الهاربة من حروفها عمداً وبدون عمد، وحتى لا نقع أسرى ليأس الحال؛ فمن الأهمية بمكان التحلي بالنظرة الإيجابية. "ضافت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت، وكنت أظنها لا تفرج"، والآن ننتظر بشغف نحو التعافي من كورونا ومن إرهاصات انتخابات مُتفَائل بها جدًّا مهما كانت الشخوص التي ستتربع على كراسيها، لأنَّ ثمة تجليات حكومية ستعيد صياغة كل شيء جميل في بلادي.